منها : صحيحة هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال من سمع شيئا من الثواب على شيء فصنعه كان له وإن لم يكن على ما بلغه (كما بلغه خ ـ ل) وغير ذلك من الأخبار ولا إشكال فيها من حيث السند وإنما الكلام في أمور :
الأمر الأوّل :
أن موضوع هذه الأخبار هو البلوغ أو السماع ومقتضى تفرع العمل عليهما بقوله عليهالسلام فصنعه او فعمله إن الداعي إلى العمل هو نفس البلوغ والسماع وحيث إن البلوغ والسماع لا يساوقان الحجية فلا محالة يعمّان الموارد التى لا يكون البلوغ والسماع حجة كالأخبار الضعيفة.
الأمر الثاني :
إنه لا دلالة لهذه الأخبار على استحباب نفس العمل لأنّ الموضوع فيها ليس ذات العمل حتى يمكن استكشاف الأمر من ترتب الثواب عليه بعنوان الجزاء والاستحقاق بدعوى أنه لا وجه لهذا الترتب الّا تعلّق الأمر به فيكون نظير من سرح لحيته فله ثواب كذا في دلالة ترتب الثواب على استحباب نفس العمل بل الموضوع فيها هو العمل المأتي به بداعي احتمال الأمر وعليه فلا دلالة لهذه الأخبار إلّا على ترتب الثواب على العمل المأتي به بداعي احتمال الأمر ولعله من جهة الإرشاد والتفضل إلى ما حكم به العقل من استحقاق الثواب على العمل المأتي به بداعي احتمال الأمر وهو الاحتياط.
ويشهد له لسان الدليل وهو ظهور الفاء في قوله فعمله او فصنعه في التفريع على بلوغ الثواب فإنه يدل على أن الثواب المجعول في الروايات المذكورة ليس مرتبا على ذات العمل بل مرتب على العمل المأتى به بداعي احتمال الأمر.
ودعوى أن الداعي إلى العمل لا يوجب وجهاد عنوانا يؤتى به بذلك الوجه والعنوان لأنه حيثيته تعليلية لا تقييدية.
مندفعة بأنها صحيحة بالنسبة إلى العمل الخارجي الذي أتى به لا بالنسبة إلى لسان الدليل وعليه فجعل الثواب على العمل المتفرع على السماع لا يكشف عن أمر آخر تعلّق