فإن قال : فلِمَ وجب التقصير في مسيرة يوم ؟
قيل : لأنّه لو لم يجب في مسيرة يوم لما وجب في مسيرة ألف سنة ؛ وذلك أنّ كلّ يوم يكون بعد هذا اليوم فإنّما هو نظير هذا اليوم ، فلو لم يجب في هذا اليوم لما وجب في نظيره إذا كان نظيره مثله ولا فرق بينهما.
فإن قال : قد يختلف المسير ، وذلك أنّ سير البقر إنّما هو أربعة فراسخ وسير الفرس عشرين فرسخاً ، فلِمَ جعلت أنت مسيرة يوم ثمانية فراسخ ؟
قيل : لأنّ ثمانية فراسخ هو سير الجمّال (١) والقوافل ، وهو الغالب على المسير ، وهو أعظم السير الذي يسيره الجمّالون والمكّارون.
فإن قال : فلِمَ ترك في السفر تطوّع النهار ولم يترك تطوّع الليل ؟
قيل : كلّ صلاة لا تقصر فيها فلا تقصر في تطوّعها ؛ وذلك أنّ المغرب لايقصر فيها فلا يقصر فيما بعدها من التطوّع ، وكذلك الغداة لايقصر (٢) فيماقبلها من التطوّع.
فإن قال : فما بال العتمة مقصورة وليس تُترك ركعتاها (٣) ؟
قيل : إنّ تلك الركعتين ليس هي من الخمسين ، وإنّما هي زيادة في الخمسين تطوّعاً ليتمّ بها بدل كلّ ركعة من الفريضة ركعتين من التطوّع.
فإن قيل : فلِمَ وجب على المسافر والمريض أن يصلّيا صلاة الليل في أوّل الليل ؟
__________________
(١) في «ج ، ل ، ح ، س» : للجمال.
(٢) في المطبوع زيادة : فيها ولا.
(٣) في «ع ، س ، ح» : ركعتيها.