قيل : لعلّة الوفادة إلى الله عزوجل ، وطلب الزيادة (١) ، والخروج من كلّ مااقترف العبد تائباً ممّا مضى ، مستأنفاً لما يستقبل ، مع ما فيه من إخراج الأموالوتعب الأبدان ، والاشتغال عن الأهل والولد ، وحظر (٢) النفس عن اللّذّات ، شاخصاً في الحرّ والبرد ، ثابتاً عليه (٣) ذلك دائماً مع الخضوع والاستكانة والتذلّل مع ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع ، كلّ ذلك لطلب الرغبة إلى الله والرهبة منه ، وترك قساوة القلب ، وخساسة الأنفس ، ونسيان الذكر ، وانقطاع الرجاء والأمل ، وتجديد الحقوق ، وحظر الأنفس عن الفساد مع ما في ذلك من المنافع لجميع مَنْ في شرق الأرض وغربها (٤) ومَنْ في البرّ والبحر ممّن يحجّ وممّن لم يحجّ من بين تاجر وجالب ، وبائعومشتري ، وكاسب ومسكين ، ومُكار وفقير ، وقضاء حوائج أهل الأطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيه ، مع ما فيه من التفقّه ونقل أخبار الأئمّة عليهمالسلام إلى كلّ صقع وناحية ، كما قال الله عزوجل : ( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (٥) ( لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ) (٦) .
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : الوفد قوم يجتمعون ويردون البلاد ، الواحد : وافد ، وكذا مَنْ يقصد الاُمراء بالزيارة والاسترفاد والانتجاع ، وفد يفد وأوفدته فوفد. (مجمع - البحار) ، مجمع البحرين ٣ : ١٦٣ / وفد ، بحار الأنوار ٦ : ٩٣.
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : الحظْر : المنع. النهاية في غريب الحديث والأثر ١ : ٣٩٨ / حظر.
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي في مدّة مديدة.
(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : قوله : كلّ ذلك ، إلى قوله : في شرق الأرض وغربها ، ليس في العيون ، وهو الظاهر. (م ق ر رحمهالله ).
(٥) سورة التوبة ٩ : ١٢٢.
(٦) سورة الحجّ ٢٢ : ٢٨.