وما هو إلاّ بذنوبه حتّى يقول مَنْ حضره : لقد غُمّ (١) (٢) بالموت».
فلمّا رأى ما قد دخلني قال : «أتدري لِمَ ذاك يا مفضّل ؟ ».
قال : قلت : لا أدري جُعلت فداك.
قال : «ذاك والله إنّكم لا تؤاخذون بها في الآخرة ، وعجّلت لكم في الدنيا» (٣) .
[ ٥٣٢ / ٢ ] حدّثنا محمّد بن القاسم (٤) المعروف بأبي الحسن الجرجاني رضياللهعنه ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الحسن بن عليّ الناصر ، عن أبيه ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبيه الرضا ، عن أبيه موسى ابن جعفر عليهمالسلام قال : «قيل للصادق عليهالسلام : صف لنا الموت ؟
قال : للمؤمن كأطيب ريح يشمّه فينعس لطيبه ، وينقطع التعب والألم كلّه عنه ، وللكافر كلسع (٥) الأفاعي ولدغ (٦) العقارب أو أشدّ.
قيل : فإنّ قوماً يقولون : إنّه أصعب من نشر بالمناشير ، وقرض بالمقاريض ، ورضخ بالأحجار ، وتدوير قطب الأرحية في الأحداق.
قال : كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين بالله عزوجل ، ألا
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : غمّ يومنا بالفتح فهو يومٌ غمٌّ إذا كان يأخذ بالنفس من شدّة الحرّ . الصحاح ٥ : ٣٦٨ / غمم.
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي : اشتمل عليه ، وأحاط به من جميع أعضائه ، أو صار مغموماًمتألّماً بالموت غاية الغمّ لشدّته. (م ق ر رحمهالله ).
(٣) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٦ : ١٥٧ / ١٥.
(٤) في «س ، ع ، ل ، ن» زيادة : والقاسم.
(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : لسعته العقرب والحيّة تلسعه لسعاً. الصحاح ٣ : ٥٦٩ / لسع.
(٦) ورد في حاشية «ج ، ل» : لدغته العقرب تلدغه لدغاً وتلداغاً فهو ملدوغ. الصحاح ٤ : ٤٣٩ / لدغ.