[ ٨٧١ / ٣ ] حدّثني محمّد بن عليّ ماجيلويه ، قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، قال : أخبرني (١) ياسين ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «إنّ قوماً أقبلوا من مصر ، فمات رجل فأوصى إلى رجل بألف درهم للكعبة ، فلمّا قدم مكّة سأل عن ذلك فدلّوه على بني شيبة ، فأتاهم فأخبرهم الخبر ، فقالوا : قد برأت ذمّتك ادفعها إلينا ، فقام الرجل فسأل الناس فدلّوه على أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام ، قال أبوجعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام : فأتاني فسألني فقلت له : إنّ الكعبة غنيّة عن هذا ، انظر إلى مَنْ أَمّ هذا البيت وقُطع ، أو ذهبت نفقته أو ضلّت راحلته ، أو عجز أن يرجع إلى أهله فادفعها إلى هؤلاء الذين سمّيتُ لك».
قال : فأتى الرجل بني شيبة فأخبرهم بقول أبي جعفر عليهالسلام ، فقالوا : هذا ضالٌّ مبتدع ليس يؤخذ عنه ولا علم له ، ونحن نسألك بحقّ هذا البيت وبحقّ كذا وكذا لمّا أبلغته عنّا هذا الكلام ، قال : فأتيت أبا جعفر عليهالسلام فقلت له : لقيت بني شيبة فأخبرتهم فزعموا أنّك كذا وكذا وأنّك لا علم لك ، ثمّ سألوني بالله العظيم لما أُبلّغك ما قالوا.
قال : «وأنا أسألك بما سألوك لمّا أتيتهم فقلت لهم : إنّ من علمي لو وُلّيت شيئاً من اُمور المسلمين لقطعت أيديهم ثمّ علّقتها في أستار الكعبة ، ثمّ أقمتهم على المصطبة (٢) ، ثم أمرت منادياً ينادي : ألا إنّ هؤلاء
__________________
(١) في «ن» : أخبرنا.
(٢) في «ع» : النطبّة ، وفي «ح» : البطيّة ، وفي «ش» : السطبة. والمصطبة - بكسر الميم - : هي مجتمع الناس ، وهي أرض شبه الدكّان يجلس عليها. انظر : مجمع البحرين ٢ : ٩٩ / صطب .