والولاية ، وجعل لكم باباً (١) لتفتحوا به أبواب الفرائض ، ومفتاحاً إلى سبيله ، ولولا محمّد صلىاللهعليهوآله والأوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم ، لاتعرفون فرضاً من الفرائض ، وهل تدخل قرية إلاّ من بابها ؟ فلمّا منَّ الله عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيّكم صلىاللهعليهوآله ، قال الله عزوجل : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) (٢) ، وفرض عليكم لأوليائه حقوقاً ، فأمركم بأدائها إليهم ؛ ليحلَّ لكم ما وراء (٣) ظهوركم من أزواجكم ، وأموالكم ، ومأكلكم ، ومشربكم ، ويعرّفكم بذلك (٤) البركة والنماء والثروة ، وليعلم من يطيعه منكم بالغيب ، وقال الله تبارك وتعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (٥) .
فاعلموا ، أنّ مَنْ يبخل فإنّما يبخل على نفسه ، إنّ الله هو الغنيّ وأنتم الفقراء إليه ، لا إله إلاّ هو ، فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون ، والعاقبة للمتّقين ، والحمد لله ربّ العالمين» (٦) .
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي الإمام عليهالسلام .
(٢) سورة المائدة ٥ : ٣.
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي تعتمدون عليه ؛ لأنّ ما يعتمد عليه يكون وراء ظهر الإنسان ، أو المراد ما يحصل بعد ذلك من هذه الأشياء ، أو ما تخلّفوا به وراء ظهوركم بعدالموت ، أو ما على ظهركم ، أي : وزره عليكم ، والله يعلم. (م ق ر رحمهالله ).
(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي يحصل ، وكثيراً ما يكون بالمعرفة عن الحصول. (م ق ر رحمهالله ).
(٥) سورة الشورى ٤٢ : ٢٣.
(٦) أورده الطوسي في الأمالي : ٥٤ / ١٣٥٥ ، والحرّاني في تحف العقول : ٤٨٤ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ٩٩ / ٣.