فإن نظر إلى الشيء كاللّمحة ، ثم خَفِي عنه ، قيل : لَاحَهُ لَوْحَة كما قال الشاعر (١) :
* وَهَلْ تَنْفَعَنِّي لَوْحَةٌ لا أَلُوحُها *
فإن نظر إلى جميع ما في المكان حتى يعرفه ، قيل : نَفَضَه نَفْضاً. فإن نظر في كتاب أو حساب ليهذّبَهُ ، أو ليستكشِفَ (٢) صِحَّتَهُ وسَقَمَهُ قيل : تصفَّحَهُ. فإن فتح جميع عينيه لشدّة النظر ، قيل : حَدَّق.
فإن لأْلأَهُما : قيل بَرَّق عينيه (٣). فإن انقلب حِمْلَاقُ عينيه : قيل حَمْلَقَ. فإن غاب سَوَادُ عينيه من الفَزَع ، قيل : بَرِقَ بَصَرُهُ.
فإن فتح عينَ فَزِعٍ (٤) أو مُهَدَّدٍ ، حَمَجَ. فإن بالغ في فتحها وأَحَدَّ النظر عند الخوف ، قيل : حَدَّج [ وفَزِع ] (٥).
فإن كسر عينه في النظر ، قيل : دَنْقَش وطَرْفَشَ. عن أبي عمرو. فإن فتح عينيه (٦) وجعل لا يَطْرف ، قيل : شَخَص ، وفي القرآن : شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا (٧).
فإن أدام النظرَ مع سكون ، قيل : أَسْجَدَ ، عن أبي عمرو أيضاً. فإن نظر إلى أفق الهلال لليلته ليراه ، قيل : تَبَصَّرَهُ.
فإن أتبع الشيء بَصَرَهُ ، قيل : أَتْأَرَهُ بَصَرَهُ (٨).
__________________
(١) لَاحَهُ ببصره لَوْحَة ، رآه ثم خَفِي عنه ، وشطر البيت بلا نسبة في اللسان ( لوح ) ٥ / ٤٠٩٥.
(٢) في ( ل ) : « يستكشف ».
(٣) في ( ل ) : « بَرَق ».
(٤) في ( ط ) : « مُفَزَّعٍ » والعبارة وما بعدها ليسا في ( ل ).
(٥) ما بين المعقوفين زيادة عن ( ط ).
(٦) عبارة ( ل ) : « فإذا انفتحت عينه من الحيرة ، قيل : شخص بصره ».
(٧) في ( ط ) : « شاخصة أبصارهم » ، وهي ليست آية بهذا التركيب أما ما أثبتناه فجزء من الآية ٩٧ من سورة الأنبياء « وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ، فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ».
(٨) إزاؤه بهامش ( ح ) :
سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً |
|
وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ |
فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى |
|
برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ) |
وهو للكميت من خلق الإِنسان للأصمعي ١٨٣ ويروى :
سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً |
|
وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ |
فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى |
|
برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ) |
والمخصص ١ / ١١٦.