بسم الله الرّحمن الرّحيم
« رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ، وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً » (١).
هذه (٢) رسالة جعلها أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل [ الثعالبي النيسابوري رحمة الله ](٣) ، مقدمة كتاب (٤) « فقه اللغة وسِرّ العربية » ، الذي أَلَّفَهُ لمجلس الأمير السيد أبي الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي ، عفا الله عنه (٥).
قال : من أحبَّ الله تعالى (٦) أَحَبَّ رسولَهُ (٧) محمداً صلىاللهعليهوسلم ، ومن أَحَبَّ الرسولَ العربيّ أَحَبَّ العربَ ، ومن أَحَبَّ العرب أَحَبَّ العربية التي نزل بها (٨) أفضل الكتب ، على أفضل العرب والعجم (٩) ، ومن أحب العربية عني بها ، وثابر عليها وصرف همَّته إليها ، ومَنْ هداهُ الله للإِسلام ، وشرح صدره للإِيمان ، وأتاه حسن سريرة فيه ، اعتقد أن محمداً صلىاللهعليهوسلم (١٠) خير الرسل ، والإِسلام خير الملل ، والعرب خير الأمم ، والعربية خير اللغات والألسنة ، والإِقبال على تفهُّمها من الديانة ، إذ هي أَداةُ العِلْمِ ، ومفتاح التَّفَقُّه في الدين ، وسبب إصلاح المعاش والمعاد ، ثم هي لإحراز الفضائل والاحتواء
__________________
(١) ليست في ط ، ل.
(٢) زيادة عن ( ط ).
(٣) زيادة عن ( ط ).
(٤) في ( ط ) : « على ».
(٥) في ( ح ) : ( أطال الله بقاءه ، وحرس عِزَّه وعُلَاهُ ).
(٦) زيادة عن ( ط ).
(٧) ليست في ل.
(٨) في ل ، ط : ( بها نزل ).
(٩) في ل ، ط : ( العجم والعرب ).
(١٠) في ( ح ) : عليهالسلام ، وبإزائها الحاشية : ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم ).