ضمَّ الجزء الأول صورة لفقه اللغة للثعالبي في شكل إملاءة ثانية ، أو لعلها من عمل النُسَّاخ والمتأخرين ، تزيدُ أو تنقصُ عن فقه اللغة ، وهو ما سوف يراه القارئ وقد عقدت العزم على جمع مخطوطات الكتاب ، وعثرت على مخطوطة ثمينة ـ لم يشر إليها أحدٌ من قبل ـ مصورة بمعهد المخطوطات ، التابع لجامعة الدول العربية ، « مصورات بعثة اليمن الشمالي » ، وهي نسخة محفوظة بمكتبة الجامع الكبير الغربية بصنعاء ، برقم (٣٦٥).
وهذه النسخة ترقى لتكون أمّاً ، حيث إنها نسخة مقابلة على عدة نسخ ، يظهر ذلك في هوامشها ؛ في إثبات الخلافات بين النسخ المقابلة عليها ، بجانب مراجعتها على معاجم اللغة كالعين للخليل بن أحمد ، والمُجمل لابن فارس ، وديوان الأدب للفارابي ، والغريب المصنّف لأبي عُبَيد القاسم بن سلّام والصِّحَاح للجوهري.
وما إن عرضت أمر هذا العمل على أخي وصديقي العالم الفاضل الأستاذ محمد بيضون ، إلا وبادر بتشجيعي وحفزي على إتمام هذا العمل ونشره ، فشكراً له من عميق قلبي وجزاه الله خيراً ، جزاء ما يقدمه لخدمة اللغة العربية ونشر تراثها الثمين.
وإني إذ أُقدِّمُ هذا العمل ، أرجو أن يكون خالصاً لوجه الله ، وأن يفيدَ في المكتبة العربية ، وعلى الله قصد السبيل.
« رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ».
|
د. جمال طلبة النمروط في غرة المحرم ١٤١٤ هـ |