.................................................................................................
______________________________________________________
الدهر ، وليس هذا مقام ذكر تفاصيل تلك الواقعة الشنيعة ، والقصة الغريبة ، ولعل الله يوفقنا أن نذكرها مفصلا في شرح كتاب الحجة ولنذكر بعض ما يناسب المقام هيهنا.
فأما ما رواه الخاصة فمنها ما رواه سليم بن قيس الهلالي فيما عندنا من كتابه (١) ورواه الطبرسي أيضا في كتاب الاحتجاج (٢) عنه ، عن سلمان في خبر طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، أنه قال : لما بايع القوم أبا بكر وكان الليل حمل علي عليهالسلام فاطمة عليهاالسلام على حمار وأخذ بيد ابنيه حسن وحسين فلم يدع أحدا من أهل بدر من المهاجرين ولا من الأنصار إلا أتاه في منزله ، وذكره حقه ودعاه إلى نصرته فما استجاب له من جميعهم إلا أربعة وعشرون رجلا ، فأمرهم أن يصبحوا بكرة محلقين رؤوسهم معهم سلاحهم قد بايعوه على الموت ، فأصبح ولم يوافه منهم أحد غير أربعة ، فقلت لسلمان ومن الأربعة؟ قال : أنا وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام ثم أتاهم من الليل فناشدهم فقالوا : نصبحك بكرة فما منهم أحد (٣) وفي غيرنا ، ثم الليلة الثالثة فما وفي غيرنا.
فلما رأى علي عليهالسلام غدرهم وقلة وفائهم لزم بيته ، وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه ، فلم يخرج حتى جمعه كله ، فكتبه على تنزيله والناسخ والمنسوخ فبعث إليهم (٤) أبو بكر أن أخرج فبايع ، فبعث إليه أني مشغول فقد آليت بيمين أن لا أرتدي برداء إلا للصلاة حتى أؤلف القرآن وأجمعه فجمعه في ثوب وختمه ، ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله فنادى علي عليهالسلام بأعلى صوته أيها الناس إني لم أزل منذ قبض النبي صلىاللهعليهوآله مشغول بغسله
__________________
(١) الإحتجاج ج ١ ص ٧٠ وكتاب سليم ص ٢٤٩.
(٢) الإحتجاج ج ١ ص ٧٠ وكتاب سليم ص ٢٤٩.
(٣) في المصدر « فما وفي أحد منهم غيرنا ».
(٤) في المصدر « فبعث إليه ».