.................................................................................................
______________________________________________________
ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب ، فلم ينزل الله على نبيه آية من القرآن إلا وقد جمعتها ، وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله صلىاللهعليهوآله وأعلمني تأويلها ثم دخل بيته.
فقال عمر لأبي بكر : أرسل إلى علي عليهالسلام فليبايع فإنا لسنا في شيء حتى يبايع ، ولو قد بايع آمنا فأرسل أبو بكر رسولا أن أجب خليفة رسول الله فأتاه الرسول فأخبره بذلك فقال علي عليهالسلام ما أسرع ما كذبتم على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إنه ليعلم ويعلم الذين حوله ، أن الله ورسوله لم يستخلفا غيري ، فذهب الرسول فأخبره بما قاله ، فقال : اذهب فقل أجب أمير المؤمنين أبا بكر فأتاه فأخبره بذلك ، فقال علي عليهالسلام : سبحان الله ما طال العهد فينسى وأنه ليعلم أن هذا الاسم لا يصلح إلا لي ، ولقد أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله سابع سبعة فسلموا علي بإمرة المؤمنين ، فاستفهمه هو وصاحبه عمر من بين السبعة ، فقالا أمن الله أو من رسوله؟ فقال لهما رسول الله نعم حقا من الله ومن رسوله أنه أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وصاحب لواء الغر المحجلين يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة ، وأعداءه النار ، فانطلق الرسول إلى أبي بكر وأخبره بما قال فكفوا عنه يومئذ.
فلما كان الليل حمل فاطمة سلام الله عليها على حمار ثم دعاهم إلى نصرته فما استجاب له رجل غيرنا أربعة فإنا حلقنا رؤوسنا وبذلنا له نصرتنا ، وكان علي عليهالسلام لما رأى خذلان الناس له وتركهم نصرته واجتماع كلمة الناس مع أبي بكر وطاعتهم له ، وتعظيمهم له ، جلس في بيته.
وقال عمر لأبي بكر : ما منعك أن تبعث إليه فيبايع فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة معه ، وكان أبو بكر أرأف الرجلين وأرفقهما وأدهاهما