ليس سنة مقام قد هلك الخف والحافر فارجعوا ولينظر كل رجل منكم من جليسه قال حذيفة فنظرت عن يميني فضربت بيدي فقلت من أنت فقال معاوية فقلت للذي عن يساري من أنت فقال سهيل بن عمرو قال حذيفة وأقبل جند الله الأعظم فقام
______________________________________________________
فإنه لن يفوتكم من أمر قتاله وقمعه واستئصاله شيء والوقت واسع.
قوله : « فلينظر كل رجل منكم من جليسه » إنما قال ذلك ليعلم القوم بعد السؤال هل بينهم عين فتنبه حذيفة ، وبادر إلى السؤال لكي يظنوا أنه من أهلهم ولا يسأل عنه أحد.
قال علي بن إبراهيم : فنادى رسول الله حذيفة بن اليمان وكان قريبا منه فلم يجبه ، ثم ناداه ثانيا فلم يجبه ، ثم ناداه ثالثا فقال : لبيك يا رسول الله ، فقال : أدعوك فلا تجيبني ، قال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي من الخوف والبرد ، فقال : أدخل في القوم وائتني بأخبارهم ولا تحدثن حدثا حتى ترجع إلى ، فإن الله قد أخبرني أنه أرسل الرياح على قريش وهزمهم ، قال حذيفة ، فمضيت وأنا أنتقض من البرد فو الله ما كان إلا بقدر ما جزت الخندق حتى كأني في حمام ، فقصدت خباء عظيما فإذا نار تخبو وتوقد ، وإذا خيمة فيها أبو سفيان قد دلى خصيتيه على النار ، وهو ينتقض من شدة البرد ويقول يا معشر قريش : إن كنا نقاتل أهل السماء بزعم محمد ، فلا طاقة لنا بأهل السماء ، وإن كنا نقاتل أهل الأرض فنقدر عليهم ، ثم قال : لينظر كل رجل منكم إلى جليسه ، لا يكون لمحمد صلىاللهعليهوآله عين فيما بيننا ، قال حذيفة : فبادرت أنا فقلت للذي عن يميني من أنت؟ قال أنا عمرو بن العاص ، ثم قلت للذي عن يساري من أنت؟ قال : أنا معاوية وإنما بادرت إلى ذلك لئلا يسألني أحد من أنت ، ثم ركب أبو سفيان راحلته وهي معقولة ، ولو لا أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : لا تحدث حدثا حتى ترجع إلى لقدرت أن أقتله ، ثم قال أبو سفيان لخالد بن الوليد : يا أبا سليمان لا بد من أن يكون أقيم أنا وأنت على ضعفاء الناس ، ثم قال