.................................................................................................
______________________________________________________
صنع بشير وما دعت إليه الخزرج من تأمير سعد أكبوا على أبي بكر بالبيعة وتكاثروا على ذلك ، وتزاحموا فجعلوا يطأون سعدا من شدة الزحمة ، وهو بينهم على فراشه مريض ، فقال : قتلتموني.
فقال عمر : اقتلوا سعدا قتله الله ، فوثب قيس بن سعيد ، فأخذ بلحية عمر وقال : والله يا بن صهاك الجبان في الحروب الفرار ، الليث في الملإ والأمن ، لو حركت منه شعرة ما رجعت وفي وجهك واضحة ، فقال أبو بكر مهلا يا عمر : فإن الرفق أبلغ وأفضل.
فقال سعد : يا بن صهاك ـ وكانت جدة عمر حبشية ـ أما والله لو أن لي قوة على النهوض لسمعتها مني في سككها زئيرا أزعجك وأصحابك منها ، ولا لحقتكما بقوم كنتما فيهم أذنابا أذلاء تابعين غير متبوعين ، لقد اجترأتما ، يا آل الخزرج احملوني من مكان الفتنة فحملوه ، فأدخلوه منزله ، فلما كان بعد ذلك بعث إليه أبو بكر أن قد بايع الناس فقال : لا والله حتى أرميكم بجل سهم في كنانتي وأخضب بدمائكم سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما أقلت يدي ، فأقاتلكم بمن يتبعني من أهل بيتي وعشيرتي ، ثم قال : والله لو اجتمعت الإنس والجن ما بايعتكما أيهما العاصيان حتى أعرض على ربي ، وأعلم ما حسابي فلما جاءهم كلامه قال عمر : لا بد فيه من بيعته ، فقال بشير بن سعد : إنه قد أبى ولج وليس بمبايع أو يقتل وليس بمقتول حتى يقتل معه الخزرج والأوس فاتركوه فليس تركه بضائر فقبلوا قوله وتركوا سعدا فكان سعد لا يصلي بصلاتهم ولا يقضي بقضائهم ولو وجد أعوانا لصال بهم ولقاتلهم ، فلم يزل كذلك في ولاية أبي بكر حتى هلك أبو بكر ثم ولي عمر فكان كذلك فخشي سعد غائلة عمر فخرج إلى الشام فمات بحوران في ولاية عمر لم يبايع أحدا وكان سبب موته أن رمي بسهم في الليل ، فقتله وزعم أن الجن رمونه [ رمته ].