.................................................................................................
______________________________________________________
كلها. ورميت الشياطين بالنجوم. وقالت قريش هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه. وقال عمرو بن أمية ـ وكان من أزجر (١) أهل الجاهلية ـ : انظروا هذه النجوم التي يهتدي بها ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف. فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شيء. وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث. وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي صلىاللهعليهوآله ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه. وارتجس في تلك الليلة إيوان كسرى وسقطت منه أربعة عشر شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاض وادي السماوة ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، ورأي المؤبدان في تلك الليلة في المنام إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم وانقصم طاق الملك كسرى من وسطه ، وانخرقت عليه دجلة العوراء ، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق ، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا ، والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة ، ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها ، وعظمت قريش في العرب ، وسموا آل الله تعالى ، قال أبو عبد الله الصادق عليهالسلام إنما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام ، وقالت آمنة إن ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده ، ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ، ثم خرج مني نور أضاء له كل شيء ، وسمعت في الضوء قائلا يقول إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا ، وأتى به عبد المطلب ، لينظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه ، فأخذه فوضعه في حجره ثم قال :
الحمد لله الذي أعطاني |
|
هذا الغلام الطيب الأردان |
قد ساد في المهد على الغلمان |
ثم عوذة بأركان الكعبة ، وقال فيه أشعارا.
__________________
(١) الزجر : نوع من الكهانة والعيافة « النهاية ٢ / ٢٩٧ ».