.................................................................................................
______________________________________________________
وكلت الملائكة بأنثى حملت غير مريم أم المسيح ، وآمنة أم أحمد.
وكان من علامة حمله أنه لما كانت الليلة التي حملت آمنة به عليهالسلام نادى مناد في السماوات السبع أبشروا فقد حمل الليلة بأحمد ، وفي الأرضين كذلك ، حتى في البحور وما بقي يومئذ في الأرض دابة تدب ، ولا طائر يطير إلا علم بمولده ، ولقد بني في الجنة ليلة مولده سبعون ألف قصر من ياقوت أحمر وسبعون ألف قصر من لؤلؤ رطب فقيل هذه قصور الولادة ، ونجدت الجنان وقيل لها اهتزي وتزيني فإن نبي أوليائك قد ولد فضحكت الجنة يومئذ ، فهي ضاحكة إلى يوم القيامة ، وبلغني أن حوتا من حيتان البحور يقال له : طموسا وهو سيد الحيتان له سبعمائة ألف ذنب ، يمشي على ظهره سبعمائة ألف ثورا الواحد منها أكبر من الدنيا لكل ثور سبعمائة ألف قرن ، من زمرد أخضر لا يشعر بهن ، اضطرب فرحا بمولده ، ولو لا أن الله تعالى ثبته لجعل عاليها سافلها ، ولقد بلغني أن يومئذ ما بقي جبل إلا نادى صاحبه بالبشارة ويقول : لا إله إلا الله ، ولقد خضعت الجبال كلها لأبي قبيس كرامة لمحمد صلىاللهعليهوآله (١) ، ولقد قدست الأشجار أربعين يوما بأنواع أفنانها وثمارها فرحا بمولده صلىاللهعليهوآله ، ولقد ضرب بين السماء والأرض سبعون عمودا من أنواع الأنوار ، لا يشبه كل واحد صاحبه وقد بشر آدم عليهالسلام بمولده فزيد في حسنه سبعين ضعفا وكان قد وجد مرارة الموت وكان قد مسه ذلك فسري عنه ذلك ، ولقد بلغني أن الكوثر اضطرب في الجنة واهتز فرمى بسبعمائة ألف قصر من قصور الدر والياقوت نثارا لمولد محمد صلىاللهعليهوآله.
ولقد زم (٢) إبليس وكبل وألقى في الحصن أربعين يوما ، وغرق عرشه أربعين
__________________
(١) في المصدر : كرامة لمولده عليهالسلام.
(٢) زم الأنوف ـ أن يخرق الأنف ويعمل فيه زمام كزمام الناقة ليقاد به. رجل زام أي فزع « النهاية ٢ / ٣١٤ ».