.................................................................................................
______________________________________________________
وقالت الإمامية : إن ما يرويه العامة ـ من أن عليا وجعفرا لم يأخذا من تركة أبي طالب شيئا ـ حديث موضوع ، ومذهب أهل البيت بخلاف ذلك ، فإن المسلم عندهم يرث الكافر ، ولا يرث الكافر المسلم ، ولو كان أعلى درجة منه في النسب ، قالوا : وقوله صلىاللهعليهوآله : « لا توارث بين أهل ملتين » نقول بموجبه لأن التوارث تفاعل ، ولا تفاعل عندنا في ميراثهما ، واللفظ يستدعي الطرفين كالتضارب ولا يكون إلا من اثنين ، قالوا : وحب رسول الله لأبي طالب معلوم مشهور ، ولو كان كافرا ما جاز له حبه ، لقوله تعالى « لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ » الآية (١).
قالوا : وقد اشتهر واستفاض الحديث ، وهو قوله صلىاللهعليهوآله لعقيل : « أنا أحبك حبين حبا لك وحبا لحب أبي طالب عليهالسلام لك ، فإنه كان يحبك ».
قالوا : وخطبة النكاح مشهورة خطبها أبو طالب عند نكاح محمد صلىاللهعليهوآله خديجة وهي قوله : « الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم ، وزرع إسماعيل ، وجعل لنا بلدا حراما ، وبيتا محجوبا ، وروي محجوبا ، وجعلنا الحكام على الناس ، ثم إن محمد بن عبد الله ابن أخي من لا يوازن به ، فتى من قريش إلا رجح عليه برا وفضلا وحرما وعقلا ورأيا ونبلا ، وإن كان في المال قل فإنما المال ظل زائل ، وعارية مسترجعة ، وله في خديجة بنت خويلد رغبة ، ولها فيه مثل ذلك ، وما أحببتم من الصداق فعلي. وله والله بعد بناء شائع ، وخطب جليل » قالوا : أفتراه يعلم بناءه الشائع ، وخطبه الجليل ، ثم يعانده ويكذبه ، وهو من أولي الألباب هذا غير سائغ في المعقول.
قالوا : وقد روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال
__________________
(١) سورة المجادلة : ٢٢.