.................................................................................................
______________________________________________________
إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان ، وأظهروا الشرك ، فآتاهم الله أجرهم مرتين وإن أبا طالب أسر الإيمان وأظهر الشرك ، فآتاه الله أجره مرتين » وفي الحديث الصحيح المشهور إن جبرئيل قال له ليلة مات أبو طالب : اخرج منها فقد مات ناصرك.
« وأما حديث الضحضاح من النار فإنما يرويه الناس كلهم عن رجل واحد وهو المغيرة بن شعبة ، وبغضه لبني هاشم وعلى الخصوص لعلي عليهالسلام مشهور معلوم وقصة وفسقه غير خاف.
قالوا : وقد روي بأسانيد كثيرة بعضها عن العباس بن عبد المطلب ، وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة أن أبا طالب ما مات حتى قال : « لا إله إلا الله محمد رسول الله » والخبر مشهور أن أبا طالب عند الموت قال كلاما خفيا فأصغى إليه أخوه العباس ثم رفع رأسه إلى رسول الله فقال : يا بن أخي والله لقد قالها عمك ، ولكنه ضعف عن أن يبلغك صوته.
وروي عن علي عليهالسلام أنه قال : ما مات أبو طالب حتى أعطى رسول الله من نفسه الرضا.
قالوا : وأشعار أبي طالب تدل على أنه كان مسلما ، ولا فرق بين الكلام المنظوم والمنثور ، إذا نظمتا إقرارا بالإسلام ، ألا ترى أن يهوديا لو توسط جماعة من المسلمين وأنشد شعرا قد ارتجله ، ونظمه يتضمن الإقرار بنبوة محمد صلىاللهعليهوآله لكنا نحكم بإسلامه ، كما لو قال أشهد أن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله فمن تلك الأشعار قوله :
يرجون منا خطة دون نيلها |
|
ضراب وطعن بالوشيج المقوم |
يرجون أن نسخى بقتل محمد |
|
ولم تختضب سم العوالي من الدم |
كذبتم وبيت الله حتى تقلقوا |
|
جماجم يلقى بالحطيم وزمزم |