.................................................................................................
______________________________________________________
السابق لا يقدح في المقصود ، وهو حشر الأشخاص الإنسانية بأعيانها فإن زيدا مثلا شخص واحد محفوظ وحدته الشخصية من أول عمره إلى آخره بحسب العرف والشرع ، ولذلك يؤاخذ شرعا بعد التبدل بما لزمه قبل ، فكما لا يتوهم أن في ذلك تناسخا لا ينبغي أن يتوهم في هذه الصورة أيضا وإن كان الشكل الثاني مخالفا للشكل الأول كما ورد في الحديث أنه يحشر المتكبرون كأمثال الذر ، وإن ضرس الكافر مثل أحد ، وأن أهل الجنة جرد مرد مكحلون.
والحاصل أن المعاد الجسماني عبارة عن عود النفس إلى بدن هو ذلك البدن بحسب العرف والشرع ، ومثل ذلك التبدلات والمغايرات التي لا تقدح في الوحدة بحسب العرف والشرع لا يقدح في كون المحشر [ المحشور ] هو المبدأ فافهم. انتهى كلامه.
وخلاصة القول في ذلك أن للناس في تفرق الجسم واتصاله مذاهب ، فالقائلون بالهيولى يقولون بانعدام الصورة الجسمية والنوعية عند تفرق الجسم والنافون للهيولى كالمحقق الطوسي يقولون ببقاء الصورة الجسمية في الحالين ، لكن لا ينفعهم ذلك في التفصي عن القول بإعادة المعدوم ، إذ ظاهر أنه إذا أحرق جسد زيد وذرت الرياح رماده في المشرق والمغرب لا يبقى تشخص زيد ، بل لا بد من عود تشخصه بعد انعدامه ، والقائلون بالجزء أيضا ظنوا أنهم قد فروا من ذلك لأنهم يقولون بتفرق الأجزاء واتصالها من غير أن يعدم شيء من الأجزاء ، ويلزمهم ما يلزم الآخرين بعينه كما ذكره المحقق الدواني.
نعم ذكر بعض المتكلمين أن تشخص الشخص إنما هو بالأجزاء الأصلية المخلوقة من المني ، وتلك الأجزاء باقية في مدة حياة الشخص وبعد موته ، وتفرق أجزائه فلا يعدم الشخص أصلا ، وربما يستدل عليه ببعض النصوص ، وعلى هذا لو عدم بعض العوارض الغير المشخصة وأعيد بدلها لا يقدح في كون الشخص باقيا