وأجل قد اقترب فرق له النبي صلىاللهعليهوآله فلم يزل يقاتل حتى أثخنته الجراحة وهو في وجه وعلي عليهالسلام في وجه فلما أسقط احتمله علي عليهالسلام فجاء به إلى النبي صلىاللهعليهوآله فوضعه عنده فقال يا رسول الله أوفيت ببيعتي قال نعم وقال له النبي صلىاللهعليهوآله خيرا وكان الناس يحملون على النبي صلىاللهعليهوآله الميمنة فيكشفهم علي عليهالسلام فإذا كشفهم أقبلت الميسرة إلى النبي صلىاللهعليهوآله فلم يزل كذلك حتى تقطع سيفه بثلاث قطع فجاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله فطرحه بين يديه وقال هذا سيفي قد تقطع فيومئذ أعطاه النبي صلىاللهعليهوآله ذا الفقار ولما رأى النبي صلىاللهعليهوآله اختلاج ساقيه من كثرة القتال رفع رأسه إلى السماء وهو يبكي وقال
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « حتى أثخنته الجراحة » أي أوهنته وأثرت فيه.
قوله عليهالسلام : « فلما أسقط » هذا لا يدل على أنه قتل في تلك الواقعة فلا ينافي ما هو المشهور بين أرباب السير والأخبار أنه بقي بعد النبي صلىاللهعليهوآله فقيل : أنه قتل باليمامة ، وقيل : شهد مع أمير المؤمنين عليهالسلام بعض غزواته ، كما ذكره ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب والأشهر أنه قتل باليمامة.
قوله : « فلم يزل كذلك حتى تقطع سيفه » أقول : هذه الأمور من المشهورات بين المؤرخين والمحدثين من الفريقين.
قال ابن الأثير في كامل التواريخ : وكان الذي قتل أصحاب اللواء يومئذ عليا عليهالسلام ، قاله أبو رافع قال : فلما قتلهم أبصر رسول الله جماعة من المشركين ، فقال لعلي عليهالسلام احمل عليهم فحمل عليهم ففرقهم ، وقتل منهم ، ثم أبصر جماعة أخرى فقال له فاحمل عليهم ، فحمل وفرقهم ، وقتل منهم فقال جبرئيل يا رسول الله إن هذه المواساة فقال رسول الله إنه مني وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما ، قال : فسمعوا صوتا لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي ، (١) انتهى.
أقول : قد ذكرنا مثله في خبر التسعين.
__________________
(١) الكامل : ج ٢ ص ١٥٤.