يا رب وعدتني أن تظهر دينك وإن شئت لم يعيك فأقبل علي عليهالسلام إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال يا رسول الله أسمع دويا شديدا وأسمع أقدم حيزوم وما أهم أضرب أحدا إلا سقط ميتا قبل أن أضربه فقال هذا جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في الملائكة ثم جاء جبرئيل عليهالسلام فوقف إلى جنب رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال يا محمد إن هذه لهي المواساة فقال إن عليا مني وأنا منه فقال جبرئيل وأنا منكما ثم انهزم الناس فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام يا علي امض بسيفك حتى تعارضهم فإن رأيتهم قد ركبوا القلاص وجنبوا الخيل فإنهم يريدون مكة وإن رأيتهم قد ركبوا الخيل وهم يجنبون القلاص فإنهم يريدون المدينة فأتاهم علي عليهالسلام فكانوا على القلاص فقال أبو سفيان لعلي عليهالسلام يا علي ما تريد هو ذا نحن ذاهبون إلى مكة فانصرف إلى صاحبك فأتبعهم جبرئيل عليهالسلام فكلما سمعوا وقع حافر فرسه جدوا في السير وكان يتلوهم فإذا ارتحلوا
______________________________________________________
قوله صلىاللهعليهوآله : « وإن شئت لم يعيك » أي إن أردت إن ذلك لا يصعب عليك ، ولا تعجز عنه من الإعياء ، يقال : عي بالأمر وعيي كرضى وتعايا واستعيا وتعيا إذا لم يهتد لوجه مراده ، أو عجز عنه ولم يطق إحكامه.
قوله عليهالسلام : « أقدم حيزوم » قال الجزري : في حديث بدر : « أقدم حيزوم » جاء في التفسير أنه اسم فرس جبرئيل أراد أقدم يا حيزوم فحذف حرف النداء (١).
قوله صلىاللهعليهوآله : « قد ركبوا القلاص » قال الجوهري : القلوص من النوق :
الشابة ، وجمع القلوص قلص ، وجمع القلص قلاص وقال : جنبت الدابة : إذا قدتها إلى جنبك (٢).
قوله عليهالسلام : « فإذا ارتحلوا » قال : أي جبرئيل ، ويحتمل أن يكون القائل أبا سفيان.
__________________
(١) النهاية : ج ١ ص ٤٦٧.
(٢) الصحاح : ج ٢ ص ١٠٥٣.