جاء له فأرسلوا إليه سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله فأثيرت في وجوههم البدن فقالا مجيء من جئت؟
قال جئت لأطوف بالبيت وأسعى بين الصفا والمروة وأنحر البدن وأخلي بينكم وبين لحمانها.
فقالا إن قومك يناشدونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغير إذنهم وتقطع أرحامهم وتجري عليهم عدوهم قال فأبى عليهما رسول الله صلىاللهعليهوآله إلا أن يدخلها.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله أراد أن يبعث عمر فقال يا رسول الله إن عشيرتي قليل وإني فيهم على ما تعلم ولكني أدلك على عثمان بن عفان فأرسل إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال انطلق إلى قومك من المؤمنين فبشرهم بما وعدني ربي من فتح مكة فلما انطلق عثمان لقي أبان بن سعيد فتأخر عن السرح فحمل عثمان بين يديه ودخل
______________________________________________________
وللأنثى غدار كقطام وهما مختصان بالنداء في الغالب (١).
وقال في المغرب : السلح : التغوط (٢).
أقول : الظاهر أن قوله : « جئت » بصيغة المتكلم أي جئت الآن أو قبل ذلك عند إطفاء نائرة الفتنة لإصلاح قبائح أعمالك ، فلم تمنعني عن الرسول صلىاللهعليهوآله ويمكن أن يقرأ بصيغة الخطاب أي لم يكن مجيئك إلى النبي صلىاللهعليهوآله للإسلام بل للهرب مما صنعت من الخيانة وأتيت من الجناية.
قوله : « يناشدونك » أي يسألونك ، ويقسمون عليك بالله وبالرحم التي بينك وبينهم في أن تدخل عليهم أي في تركه.
قوله : « فتأخر عن السرج » أي ركب عثمان على السرج ، وركب خلفه تعظيما له.
__________________
(١) النهاية : ج ٣ ص ٣٤٥.
(٢) المغرب : مادة « سلح ».