فقالُوا : لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ فقالَ : لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ » فقال جبرئيل عليهالسلام لو يعلم أي قوة له فكاثروه حتى دخلوا البيت قال فصاح به جبرئيل يا لوط دعهم يدخلون فلما دخلوا أهوى جبرئيل بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قوله : « فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ » ثم نادى جبرئيل فقال
______________________________________________________
إنه كان لهم سيدان مطاعان فيهم فأراد أن يزوجهما بنتيه ذعوراء وريثاء.
قال علي بن إبراهيم : حدثني أبي ، عن محمد بن هارون أنه قال : عنى به أزواجهم ، وذلك أن كل نبي هو أبو أمته فدعاهم إلى الحلال ، ولم يكن يدعوهم إلى الحرام ، فقال أزواجكم هن أطهر لكم (١).
وروى الصدوق في العلل بإسناده عن أبي بصير وغيره ، عن أحدهما عليهماالسلام ثم عرض عليهم بناته نكاحا « قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍ » (٢).
قوله عليهالسلام : « فدعاهم إلى الحلال » يحتمل تلك الوجوه ، أي لم يدعهم إلى الحرام والزنا.
ثم اعلم أن في القرآن هكذا « يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي » فالتعيين في الخبر إما على النقل بالمعنى لاتصال جوابهم بالسؤال ، أو لبيان أن ما هو المقدم في الآية كان مؤخرا في كلام لوط ، أو لأنه كان في مصحفهم هكذا.
قوله تعالى : « لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً » قال الزمخشري : المعنى لو قويت عليكم بنفسي أو آويت إلى قوي استند إليه وأتمنع به ، فيحميني منكم فشبه القوي العزيز بالركن من الجبل في شدته ومنعته (٣).
قوله تعالى : « فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ » أي فمسحناها وسويناها بسائر الوجه.
__________________
(١) تفسير القمّيّ : ج ١ ص ٣٣٥ ، وفي المصدر : عن محمّد بن عمرو رحمهالله.
(٢) علل الشرائع : ج ٢ ص ٥٥٢ باب ٣٤٠ ح ٦.
(٣) الكشّاف : ج ٢ ص ٢٨٣.