هذه واحدة ثم مشى ساعة ثم التفت إليهم فقال إنكم تأتون شرار خلق الله فقال جبرئيل عليهالسلام هذه اثنتان ثم مضى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال إنكم تأتون شرار خلق الله فقال جبرئيل عليهالسلام هذه ثالثة ثم دخل ودخلوا معه فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح وصعقت فلم يسمعوا فدخنت فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون إلى الباب فنزلت إليهم فقالت عنده قوم ما رأيت قط أحسن منهم هيئة فجاءوا إلى الباب ليدخلوها فلما رآهم لوط قام إليهم فقال يا قوم « فَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ » فقال « هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ » فدعاهم إلى الحلال
______________________________________________________
جبرئيل : لا تعجل عليهم حتى تشهد ، أي قال ذلك في هذا الوقت سرا وفي نفسه أو جهرا.
قوله : « وصعقت » الصعق شدة الصوت ، وفي بعض النسخ [ صفقت ] الصفق :
الضرب الذي يسمع له صوت كالتصفيق أي ضربت إحدى يديها على الأخرى.
قوله : « يُهْرَعُونَ » أي يسرعون في المشي.
قوله تعالى : « وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي » أي لا تلزموني عارا ولا تلحقوني فضيحة ولا تخجلوني بالهجوم على أضيافي ، فإن الضيف إذا لحق به معرة لحق عارها المضيف « أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ » أي في جملتكم رجل قد أصاب الرشد فزجر هؤلاء عن قبيح فعلهم ، وقيل : رشيد هنا بمعنى المرشد ، قوله تعالى : « قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ » اختلف المفسرون في ذلك فقيل : أراد بناته لصلبه عن قتادة ، وقيل : أراد النساء من أمته لأنهن كالبنات له فإن كل نبي أبو أمته وأزواجه أمهاتهم عن مجاهد وسعيد بن جبير ، واختلف أيضا في كيفية عرضهن ، فقيل : بالتزويج ، وكان يجوز في شرعه تزويج المؤمنة من الكافر ، وكذا كان يجوز أيضا في مبتدإ الإسلام ، وقد زوج النبي صلىاللهعليهوآله بنته عن أبي العاص بن الربيع قبل أن يسلم ، ثم نسخ ذلك ، وقيل : أراد التزويج بشرط الإيمان عن الزجاج ، وكانوا يخطبون بناته فلا يزوجهن منهم لكفرهم ، وقيل