النبيّ صلىاللهعليهوآله صلّى إلى الكعبة قائلا في تقريبه : إنّه ليس المراد عينها ألبتّة ، فيحمل على جهتها (١).
أقول : فكأنّه أراد بالعين نفس البناء الذي يمتنع رؤيته من المدينة ، وإلّا فالجزم بعدم إرادة استقبال العين بالمعنى المقصود بالبحث عنه في المقام ـ أي الجهة المحاذية لها ـ في غير محلّه ، خصوصا مع كون الفعل صادرا من النبيّ صلىاللهعليهوآله بدلالة من لا يشتبه عليه مكان البيت.
حجّة القول الثاني : جملة من الأخبار :
منها : ما رواه الشيخ عن عبد الله بن محمّد الحجّال عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليهالسلام ، والصدوق في الفقيه مرسلا عن أبي عبد الله عليهالسلام : «إنّ الله جعل الكعبة قبلة لأهل المسجد ، وجعل المسجد قبلة لأهل الحرم ، وجعل الحرم قبلة لأهل الدنيا» (٢).
وعن الصدوق في العلل عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد ابن يحيى عن الحسن (٣) بن الحسين عن الحجّال مثله (٤).
وعن بشر بن جعفر الجعفي ، قال : سمعت جعفر بن محمّد عليهالسلام يقول : «البيت قبلة لأهل المسجد ، والمسجد قبلة لأهل الحرم ، والحرم قبلة للناس
__________________
(١) حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٦ : ٣٧٣ ، وراجع : ذخيرة المعاد : ٢١٣ ـ ٢١٤.
(٢) التهذيب ٢ : ٤٤ / ١٣٩ ، الفقيه ١ : ١٧٧ ـ ١٧٨ / ٨٤١ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب القبلة ، ح ١ و ٣.
(٣) في النسخ الخطّيّة والحجريّة ، «الحسين» بدل «الحسن». وما أثبتناه من المصدر.
(٤) علل الشرائع : ٤١٥ (الباب ١٥٦) ح ٢ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب القبلة ، ذيل ح ١.