جميعا» (١).
وفي العلل بإسناده عن أبي غرّة ، قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : «البيت قبلة المسجد ، والمسجد قبلة مكّة ، ومكّة قبلة الحرم ، والحرم قبلة الدنيا» (٢).
لكن ما في هذه الرواية من كون مكّة قبلة الحرم ممّا لم ينقل القول به من أحد ، فهو ممّا يوهن الاستشهاد بهذه الرواية ، مع ما فيها من ضعف السند ، لكن لا يخلو إيرادها عن تأييد.
وممّا يؤيّد هذا القول بل يستدلّ به : الأخبار الدالّة على استحباب التياسر ، الواردة في أهل العراق على ما فهمه الأصحاب.
كخبر المفضّل بن عمر أنّه سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن التحريف لأصحابنا ذات اليسار عن القبلة وعن السبب فيه ، فقال : «إنّ الحجر الأسود لمّا أنزل من الجنّة ووضع في موضعه جعل أنصاب الحرم من حيث يلحقه النور نور الحجر ، فهي عن يمين الكعبة أربعة أميال وعن يسارها ثمانية أميال كلّه اثنا عشر ميلا ، فإذا انحرف الإنسان ذات اليمين خرج عن حدّ القبلة لقلّة أنصاب الحرم ، وإذا انحرف الإنسان ذات اليسار لم يكن خارجا عن حدّ القبلة» (٣) وغير ذلك من الأخبار الآتية في محلّها إن شاء الله.
وعن الشيخ في الخلاف الاستدلال عليه أيضا بأنّه لو كلّف التوجّه إلى عين
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٤٤ / ١٤٠ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب القبلة ، ح ٢.
(٢) علل الشرائع : ٣١٨ (الباب ٣) ح ٢ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب القبلة ، ح ٤.
(٣) الفقيه ١ : ١٧٨ / ٨٤٢ ، علل الشرائع : ٣١٨ (الباب ٣) ح ١ ، التهذيب ٢ : ٤٤ ـ ٤٥ / ١٤٢ ، الوسائل ، الباب ٤ من أبواب القبلة ، ح ٢.