وستأتي الإشارة إلى بعض الأخبار الواردة في تفسيره عند البحث عن قبلة المتحيّر والمتنفّل إن شاء الله.
وأضعف من ذلك التمسّك بالسيرة ؛ إذ لم يعهد من أحد من المتشرّعة التساهل في أمر القبلة إلى هذا الحدّ.
نعم ، لا بأس بالاستشهاد بها في ردّ من زعم اعتبار محاذاة العين ، كما ستعرفه.
وكيف كان فالقول باتّساع الجهة إلى هذا الحدّ حتى مع القطع أو الظنّ بكون الكعبة في طرف منها في غاية الضعف.
وما أبعد ما بينه وبين ما قوّاه في الجواهر (١) ـ وفاقا لبعض من تقدّم عليه من متأخّري المتأخّرين ـ من اعتبار المحاذاة الحسّيّة التي قد عرفت في صدر المبحث أنّها أعمّ بالنسبة إلى البعيد من المحاذاة الحقيقيّة ـ على تأمّل عرفت وجهه آنفا ـ للقريب والبعيد والمشاهد وغير المشاهد مطلقا ، ولكن حيث تعذّر تحصيل العلم بذلك عادة للبعيد الغير المشاهد للعين قام الظنّ مقامه ، وعند انسداد باب الظنّ بالمحاذاة الحسّيّة يجتزئ بالمحاذاة الاحتماليّة في السمت الذي يقطع أو يظنّ بكون الكعبة فيه.
والأقوى ما هو المشهور من وجوب استقبال عينها لدى المشاهدة حقيقة أو حكما كما في العارف بجهتها الخاصّة ولو من بعيد ، ووجوب استقبال السمت الذي يحتمل كلّ جزء منه اشتماله عليها ويقطع بعدم خروجها عن جميع أجزائه
__________________
(١) جواهر الكلام ٧ : ٣٤٠.