أقول : ظاهر كلامه اتّحاد السدل واشتمال الصمّاء ، وهو خلاف ما عليه الأصحاب ، كما سيأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ قريبا.
وكيف كان فالعمل على ما دلّت عليه صحيحة زرارة ، المتقدّمة ، وهو قول الشيخ المتقدّم ، وبه قال في المعتبر ، إلّا أنّه بقي هنا شيء ، وهو : أنّه هل المراد من قوله عليهالسلام في الخبر : «تدخل الثوب من تحت جناحك» هو إدخال أحد طرفي الثوب من تحت أحد الجناحين والطرف الآخر من تحت الجناح الآخر ثمّ جعلهما على منكب واحد بأن يراد بالجناح الجنس ، أو أنّ المراد إدخال طرفي الثوب معا من تحت جناح واحد ، سواء كان الأيمن أو الأيسر ، ثمّ وضعه على منكب واحد؟ كلّ محتمل ، إلّا أنّ الأظهر الثاني ؛ حملا للّفظ على ظاهره ، وإلّا لكان الأظهر أن يقول : «جناحيك» (١). انتهى كلام صاحب الحدائق.
أقول : ولكن نقل عن بعض نسخ التهذيب : «جناحيك» (٢) بلفظ التثنية ، فعلى هذا يصير المعنى الثاني أظهر ، وعلى تقدير إفراده ـ كما عن الكافي وأكثر نسخ التهذيب ـ فلا يبعد أن يدّعى أنّ المتبادر منه إرادة الجنس الشامل لكلتا الصورتين ، فالاجتناب عنهما إن لم يكن أقوى فلا ريب في أنّه أحوط.
ولكن بقي في المقام شيء ، وهو : أنّه هل المراد بإدخال الثوب من تحت الجناح إدخاله من المقدّم إلى الخلف وجعل طرفيه على المنكب من ورائه أو من المقدّم بردّه إليه ثانيا ، أو بالعكس ، أو المدار على حصول هذا المعنى ـ أي إدخال
__________________
(١) الحدائق الناضرة ٧ : ١٢٤ ـ ١٢٥ ، وراجع : المبسوط ١ : ٨٣ ، والنهاية : ٩٧ ـ ٩٨ ، والسرائر ١ : ٢٦١ ، والمعتبر ٢ : ٩٧.
(٢) كما في مستند الشيعة ٤ : ٣٨١ ، ولاحظ : التهذيب في الهامش (٢) من ص ٤٦٢.