وفقهاء العامّة من أنّهم ذكروا في تفسيره ما لا ينطبق على ما في الصحيحة ، كما أشار إليه الصدوق في معاني الأخبار حيث قال ـ على ما حكي عنه ـ : قال الأصمعي : اشتمال الصمّاء عند العرب أن يشتمل الرجل بثوبه فيجلّل به جسده كلّه ولا يرفع منه جانبا فيخرج منه يده ، وأمّا الفقهاء فإنّهم يقولون : هو أن يشتمل الرجل بثوب واحد ليس عليه غيره ثمّ يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه فيبدو منه فرجه. ثمّ قال : قال الصادق عليهالسلام : «التحاف الصمّاء» إلى آخر ما قدّمناه ، ثمّ قال : وهذا هو التأويل الصحيح (١). انتهى.
أقول : وقد حكى في الحدائق ـ بعد نقل العبارة المزبورة عن معاني الأخبار ـ جملة من كلمات بعض اللّغويّين وفقهاء العامّة تشبه ما نقله عنهم الصدوق في عبارته المتقدّمة (٢).
ثمّ قال : وأمّا ما ذكره أصحابنا : فقال الشيخ في المبسوط والنهاية : هو أن يلتحف بالإزار ويدخل طرفيه تحت يده ويجمعهما على منكب واحد كفعل اليهود ، وهو المشهور ، والمراد بالالتحاف ستر المنكبين. وقال ابن إدريس في السرائر : ويكره السدل في الصلاة كما يفعل اليهود ، وهو أن يتلفّف بالإزار ولا يرفعه على كتفين. وهذا تفسير أهل اللغة في اشتمال الصمّاء ، وهو اختيار السيّد المرتضى رحمهالله ، فأمّا تفسير الفقهاء لاشتمال الصمّاء الذي هو السدل قالوا : هو أن يلتحف بالإزار ويدخل طرفيه من تحت يده ويجعلهما جميعا على منكب [واحد] (٣).
__________________
(١) معاني الأخبار : ٢٨١ ـ ٢٨٢ ، وحكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ١٢٤.
(٢) آنفا.
(٣) ما بين المعقوفين من المصدر.