(وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (١)» (٢).
ونوقش فيها : أمّا في صحيح (٣) زرارة ومحمّد بن مسلم : فبأنّه ليس إلّا في الفقيه دون الكافي والتهذيب والاستبصار ، التي علم من عادتها التعرّض لما في الفقيه ، سيّما الأخير الذي دأبه ذكر النصوص المتعارضة ، فعدم ذكره ذلك معارضا لمرسل (٤) خراش ممّا يؤيّد عدم كونه كذلك فيما عندهم من نسخ الفقيه ، وأنّه محرّف بقلم النسّاخ عن الصحيح الآخر : «يجزئ التحرّي أبدا إذا لم يعلم أين وجه القبلة» (٥) المعروف في كتب الأصحاب.
وقد حكي عن المحدّث المجلسي رحمهالله الجزم بذلك مؤيّدا له بتأييدات كثيرة (٦).
وقد يناقش في دلالتها أيضا باحتمال إرادة الاجتهاد منها على معنى أينما توجّه ممّا قوي في ظنّه ، فتتّحد مع الصحيحة السابقة ، كما أنّه قد يناقش في دلالة مرسلة ابن أبي عمير بإبداء مثل هذا الاحتمال.
__________________
(١) البقرة ٢ : ١١٥.
(٢) الفقيه ١ : ١٧٩ / ٨٤٦ ، الوسائل ، الباب ١٠ من أبواب القبلة ، ح ١ ، وليس فيه قوله : «ونزلت هذه ..». وأوردها بتمامها العاملي في مدارك الأحكام ٣ : ١٣٦ ، والظاهر أنّ الذيل من كلام الصدوق رحمهالله.
(٣) في «ض ١٤» : «صحيحة».
(٤) تقدّم المرسل في ص ٦٧.
(٥) تقدّم تخريجه في ص ٦٦ ، الهامش (٤).
(٦) روضة المتّقين ٢ : ١٩٧ ـ ١٩٨ ، وكما في جواهر الكلام ٧ : ٤١٣.