[نحو : زيد أخوك وعمرو (١) المنطلق] ، حال كون (٢) المنطلق معرّفا [باعتبار تعريف العهد أو الجنس (٣)]
______________________________________________________
(١) أي كلّا من المثالين صالح لأن يكون مفيدا لنفس الحكم ، وأن يكون مفيدا للازمه ، إذ لو كان المخاطب يعرف زيدا باسمه وعينه ، ويعرف أنّه أخوه لكان قولك : زيدا أخوك ، مفيدا له لازم الحكم ، أي كونك عالما بثبوت الأخوّة لزيد ، ولو كان يعرف زيدا باسمه وعينه ولكن لا يعرف أنّ زيدا موصوف بكونه أخا له ، ويحتمل أن يكون المعنون بعنوان الأخوّة المعلوم له غيره ، لكان قولك : زيد أخوك ، مفيدا له نفس الحكم ، وكذلك قولك : عمرو المنطلق ، لو كان المخاطب يعرف عمرا باسمه وعينه ، ويعرف أنّه المنطلق ، لكان قولك : عمرو المنطلق ، مفيدا له لازم الحكم ، وأمّا لو لم يعرف أنّه موصوف بالانطلاق ، ويحتمل أن يكون المعنون بعنوان الانطلاق المعلوم له غيره ، لكان قولك : عمرو المنطلق ، مفيدا له نفس الحكم.
(٢) إشارة إلى أنّ قوله : باعتبار تعريف العهد أو الجنس متعلّق بمحذوف حال من المنطلق.
(٣) أي لا غيرهما من أقسام معنى اللّام ، وإنّما خصّ قوله : «باعتبار العهد أو الجنس» بالمثال الثّاني دون الأوّل ، مع إمكان جريانه في المثال الأوّل ، لأنّ المضاف ينقسم انقسام ذي اللّام ، لأنّ الأصل في الإضافة اعتبار العهد لا غير ، فالاشتراط فيه شبيه بتحصيل الحاصل إذ يكون المعرّف بالإضافة معهودا قبل الإضافة.
ثمّ المراد بالعهد العهد الخارجي الجامع بين الحضوري والعلمي والذّكريّ ، بأن تكون اللّام إشارة إلى شخص معيّن في الخارج ، ثابت له الانطلاق ، وإن لم يكن معلوما للمخاطب بعينه وشخصه ، كما إذا عرف عمرا باسمه وشخصه ، وعرف أنّ شخصا معيّنا ثبت له الانطلاق ، ولا يعلم أنّه هو عمرو ، فتقول له : عمرو المنطلق ، والمراد بالجنس الحقيقة التّي يعرفها المخاطب ، فإذا قيل : عمرو المنطلق ، لمن يعرف عمرا باسمه وشخصه ، ويعرف مفهوم المنطلق ، ولكن لا يعلم هل هذا المفهوم والماهية ثابت لعمرو أو لا؟
كانت اللام مشارا بها إلى الحقيقة التّي يعرفها السّامع والمخاطب ، وكان المعنى الشّخصيّ المعلوم المسمّى بعمرو ثبتت له حقيقة الانطلاق.
والحاصل أنّك تقول : عمرو المنطلق ، باعتبار تعريف العهد لمن يعلم أنّ إنسانا يسمّى