[أو مبالغة (١) لكماله (٢) فيه] ، أي لكمال ذلك الشّيء في ذلك الجنس أو بالعكس (٣) [نحو : عمرو (٤) الشّجاع]
______________________________________________________
من هو أمير فيه فلا ريب في صحّة جعل القصر حقيقيّا تحقيقيّا لكونه مطابقا للواقع فضلا عن الاعتقاد ، وإن كان جنسا لغويا أو استغراقا حقيقيّا فتكون صحّة جعل القصر حقيقيّا تحقيقيّا مبنيّا على كونه ناظرا إلى مرحلة الإمكان العادي ، فإنّه ليس من البعيد عادة أن يسلّط أحد على جميع أنحاء الأرض وأصبح أميرا على من في الأرض ، كما اتّفق ذلك لسليمان عليهالسلام.
(١) أي قصرا غير محقّق ، بل كان على سبيل المبالغة لوجود المعنى في غير المقصور عليه ، فلا يكون مطابقا للواقع أو للاعتقاد كالقصر الحقيقي.
(٢) قوله : «لكماله فيه» جواب عمّا يقال : كيف يصحّ قصر الجنس على فرد من أفراده مبالغة مع وجوده في غيره؟
وحاصل الجواب : إنّ ملاك الصّحّة في القصر على سبيل المبالغة هو كمال الجنس في ذلك الشّيء ، فيدّعى أنّ وجوده فيه على نحو من الكمال يليق أن يجعل ما هو موجود في غيره بمنزلة العدم ، فيصحّ قصر الجنس فيه.
(٣) أي لكمال ذلك الجنس في ذلك الشّيء ، لأنّ الكمال أمر نسبيّ ، فلك أن تعتبره في كلّ من المقصور والمقصور عليه ، أعني الجنس والشّيء ، فإذا كان الجنس كاملا في ذلك الشّيء المقصور عليه كالشّجاعة في عمرو مثلا ، فيعدّ وجوده في غيره كالعدم ، فيصحّ قصر الجنس عليه ، وذلك لقصور الجنس في غير ذلك الشّيء عن رتبة الكمال ، وكذلك إذا كان ذلك الشّيء كاملا في ذلك الجنس فيعدّ وجود غيره كالعدم ، والمعنى على كلا الاعتبارين واحد ، وهو حصر الجنس في بعض أفراده على سبيل المبالغة ، ثمّ الغرض من التّفسير أعني» أي لكمال ذلك الشّيء في ذلك الجنس أو العكس» هو الإشارة إلى صحّة جعل الضّمير الأوّل للأوّل ، والثّاني للثّاني ، والعكس أي جعل الضّمير الأوّل للثّاني ، أعني الجنس ، والثّاني للأوّل ، أعني الشّيء على عكس البيان الأوّل.
(٤) هذا مثال لإرجاع الضّمير على العكس أي لكمال الشّجاعة في عمرو ، فيكون كاملا في الشّجاعة.