أي (١) الكامل في الشّجاعة كأنّه لا اعتداد بشجاعة غيره لقصورها عن رتبة الكمال ، وكذا (٢) إذا جعل المعرّف بلام الجنس مبتدأ نحو : الأمير زيد ، والشّجاع عمرو ، ولا تفاوت بينهما (٣) وبين ما تقدّم في إفادة قصر الإمارة على زيد ، والشّجاعة على عمرو ، والحاصل إنّ المعرّف بلام الجنس إن جعل مبتدأ فهو مقصور على الخبر سواء كان (٤)
______________________________________________________
(١) التّفسير إشارة إلى ما هو مراد المتكلّم من المثال بالإرادة الجدّيّة المطابقة لاعتقاده لا إلى ما هو المراد الاستعماليّ من إفادة قصر جنس الشّجاع على عمرو ، وإنّما أشار إليه» كأنّه» ، أي الشّأن «لا اعتداد بشجاعة غيره» ، أي عمرو» لقصورها» أي شجاعة غيره» عن رتبة الكمال» ، وحاصل الكلام في هذا المقام إنّ الشّجاعة ليست منحصرة في عمرو في الواقع ، إلّا أنّك تدعّي قصر الشّجاعة عليه على سبيل المبالغة تنزيلا لشجاعة غيره منزلة المعدوم.
(٢) أي مثل جعل المعرّف بلام الجنس مسندا في إفادة القصر تحقيقا أو مبالغة ما» إذا جعل المعرف بلام الجنس مبتدأ ، نحو : الأمير زيد والشّجاع عمرو».
(٣) أي بين هذين المثالين وبين المثالين المذكورين ، أعني زيد الأمير وعمرو الشّجاع ، وملخّص الكلام في المقام أنّه لا تفاوت بين المثالين المذكورين ، وبين هذين المثالين في إفادة القصر ، غاية الأمر القصر فيما تقدّم كان يسمّى بقصر المسند في المسند إليه ، وفي هذين المثالين يسمّى بقصر المسند إليه في المسند ، ثمّ إنّ نفي التّفاوت مبنيّ على مذهب الشّارح ، حيث يقول : إنّ الجزئيّ الحقيقيّ يكون محمولا من غير تأويل ، وأمّا على ما ذهب إليه السّيد من أنّه لا يقع محمولا ، وأنّ قولنا : المنطلق زيد مؤوّل بقولنا المنطلق المسمّى بزيد ، فلابدّ من الالتزام بوجود التّفاوت ، إذ المقصور عليه في نحو : زيد الأمير ، الذّات المشخّصة المعبّر عنه بلفظ زيد ، وفي نحو : الأمير زيد ، المفهوم الكلّي ، أعني مفهوم المسمّى بزيد ، والتّفاوت بينهما أظهر من الشّمس ، لأنّ مفهوم زيد الأمير غير مفهوم الأميز زيد ، أي الأمير المسمّى بزيد ، إذ موضوع الأوّل جزئي حقيقيّ ، ولا تأويل فيه ، وموضوع الثّاني ومحموله كلاهما كلّي.
(٤) هذا التّعميم أخذه الشّارح من قول المصنّف» قصر الجنس على شيء» ، فإنّه يعمّ للمعرفة والنّكرة ، ثمّ المراد من المعرفة ليس معرّفا بلام الجنس ، بل أعمّ من أن يكون الخبر معرّفا بلام الجنس ، نحو : الكرم التّقوى ، أي لا غير هذا ، الأمير الشّجاع ، أي لا الجبان ، أو كان معرّفا