وجميع ذلك (١) معلوم بالاستقراء ، وتصفّح تراكيب البلغاء (٢) وقوله : (٣) قد يفيد بلفظ قد إشارة إلى أنّه قد لا يفيد القصر ، كما في قول الخنساء (٤) :
[إذا قبح البكاء على قتيل |
|
رأيت بكاءك الحسن الجميلا] |
______________________________________________________
على «هو» ، فلا يوجد في غيره بخلاف الواهب المطلق ، فإنّه لم يقصر عليه ، فيصحّ أن يوجد في غيره ، وكذا سائر الأمثلة المذكورة ، فإنّ المقصور على «هو» في المثال الأوّل هو الرّجوليّة الموصوفة بالكرم ، فلا توجد في غيره بخلاف مطلق الرّجوليّة ، فيوجد في غيره ، ثمّ هذا القصر تحقيقي إذا اتّفق في الخارج انحصار الرّجل الكريم في «هو» مثلا ، ومبالغيّ إن لم يتّفق ذلك ، كما هو الواقع عادة ، وكذا إنّ المقصور على هو في المثال الثّاني هو السّائر المقيّد بكونه راكبا لا مطلق السّائر.
وفي المثال الثّالث هو الأمير المقيّد بكونه في البلد ، لا مطلق الأمير ، وبالجملة إنّ الجنس إن كان مطلقا ، فالمحصور هو الجنس المطلق ، وإن كان مقيّدا فالمحصور حينئذ هو الجنس باعتبار قيده.
(١) أي ما ذكر في هذا الحاصل من قوله : «أنّ المعرف بلام الجنس» إلى قوله : وقد يقيّد بوصف.
(٢) أي تتبّع تراكيبهم.
(٣) أي قول المصنّف في المتن المتقدّم حيث قال : «والثّاني قد يفيد قصر الجنس» ،» بلفظ قد ، إشارة إلى أنّه» أي المعرّف باللّام» قد لا يفيد القصر» لأنّ دخول قد على المضارع يفيد التّقليل ، ولذلك عدّ المناطقة قد يكون سورا للموجبة الجزئيّة ، فتفيد في المقام التّقليل بالنّسبة إلى الإفادة الكلّيّة ، لا بالنّسبة إلى عدم الإفادة.
(٤) الخنساء اسم امرأة شاعرة قالت : في مرثيّة أخيها صخر ، والمعنى إذا كان البكاء على قتيل قبيحا علمت بكائي عليك أيّها الأخ الحسن الجميل.
الإعراب : «إذا» مضاف إلى ما بعده ، وظرف لقولها «رأيت» أو «قبح» على اختلاف القولين ، «قبح» فعل ماض ، «البكاء» فاعل له و «على قتيل» متعلّق له ، والجملة فعل شرط ل «إذا» ، «رأيت» بمعنى علمت ، فعل وفاعل «بكاءك» مفعول أوّل له ، «الحسن الجميلا» نعت ومنعوت