الرّسالة لا يتعدّاها (١) إلى التّبرّي من الهلاك] فالمخاطبون وهم الصّحابة رضى الله عنه كانوا عالمين بكونه مقصورا على الرّسالة غير جامع بين الرّسالة والتّبرّي من الهلاك لكنّهم لمّا كانوا يعدّون هلاكه أمرا عظيما [نزّل استعظامهم هلاكه منزلة إنكارهم إيّاه] أي الهلاك فاستعمل له النّفي والاستثناء ، والاعتبار المناسب هنا هو الإشعار بعظم هذا الأمر في نفوسهم وشدّة حرصهم على بقائه عندهم.
[أو قلبا (٢)] عطف على قوله : إفرادا [نحو : (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا)(١)] ، فالمخاطبون وهم الرّسل عليهمالسلام لم يكونوا جاهلين بكونهم بشرا ولا منكرين
______________________________________________________
اختاره الله لرسالته على خلقه قد مضت من قبله رسل ، فالرّسالة لا تنافي الموت ، ثمّ قال على نحو الإنكار :
(أَفَإِنْ ماتَ) أي أفإن أماته الله وقتله الكفّار ارتددتم عن دينكم ، ومن يرتدد عن دينه فلن يضرّ الله شيئا لأنّه لا يجوز عليه الضّرر ، بل مضرّته عائدة عليه ، لأنّه يستحقّ العقاب الدّائم عند الارتداد.
والشّاهد في الآية :
استعمال النّفي والاستثناء فيها مع كون الحكم معلوما لتنزيله منزلة المجهول المنكر قصدا لاستعظامهم لموته صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(١) أي الرّسالة ، أي لا يتجاوز النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الرّسالة إلى الخلود في الدّنيا ، فيكون القصر قصر موصوف على الصّفة قصر إفراد إخراجا للكلام على خلاف مقتضى الظّاهر تنزيلا لاستعظامهم هلاكه منزلة استبعادهم إيّاه وإنكارهم له كأنّهم اعتقدوا فيه وصفين الرّسالة والخلود والتّبرّي من الهلاك ، فقصّر على الرّسالة نفيا لخلوده وتبرّيه عن الهلاك قصر إفراد.
(٢) أي يستعمل فيما نزّل منزلة المجهول الثّاني ، حال كونه قلبا ، أي قصر قلب.
__________________
(١) سورة آل عمران : ١٤٤.