ومن العجائب ما وقع لبعضهم (١) في شرح هذا الموضع (١) من أنّ هذا الامتناع (٢) بسبب أنّ الفعل المستقبل لا يجوز تقييده (٣) بالحال ، وإعماله فيها (٤) ، ولعمري (٥) إنّ هذه فرية ما فيها مرية ، إذ لم ينقل (٦) عن أحد من النّحاة امتناع مثل : سيجيء زيد راكبا ، وسأضرب زيدا ، وهو بين يدي الأمير ، كيف وقد قال الله تعالى : (سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ)(٢) (٧) ،
______________________________________________________
(١) أي من المفتاح.
(٢) أي امتناع دخول هل.
(٣) أي لا يجوز تقييد الفعل المستقبل بالحال ، وذلك لعدم مقارنة الحال للاستقبال ، والقيد والمقيّد يجب اقترانهما في الزّمان ، وفي المثال المذكور قيد الاستقبال بالحال ، وعمل فيها ، فلا يجوز لعدم المقارنة.
(٤) أي لا يجوز إعمال الفعل المستقبل في الحال ، فيكون عطف «إعماله فيها» على قوله : «بالحال» من عطف لازم على ملزوم.
(٥) أي الواو للقسم ، أي لحياتي إنّ مقالة هذا البعض كذبة من غير شكّ ، فالفرية الكذب ، والمرية الشّكّ ، فالمعنى هذه المقالة كذب ما فيها مرية ، أي ما في تلك الفرية والكذبة شكّ.
(٦) أي هذا ردّ على البعض ، وحال الرّدّ أنّه لم ينقل عن أحد من النّحاة امتناع مثل : سيجيء زيد راكبا ، مع أنّ المجيء مستقبل بدليل السّين ، وقد قيّد بالحال المفردة ، أعني راكبا ، وكذلك قوله : بعد «سأضرب زيدا» ، فإنّه مستقبل بدليل السّين ، وقيّد بالحال الّتي هي جملة اسميّة لنكتة ، والنّكتة في تعدّد الأمثلة ، هي الإشارة إلى أنّه لا فرق بين أن تكون الحال الّتي قيّد بها الفعل المستقبل مفردة أو جملة.
(٧) أي سيدخلون جهنّم ، أي صاغرين.
__________________
(١) وهو العلّامة الشّيرازي.
(٢) سورة المؤمن : ٦٠.