فكره والضعيف في عقله المجنون ، أو «الأبكم والأصم» الذي لا يقدر على النطق ، فإنّ لوليّه أن يملي العقد فيكتب الكاتب بموجب إملائه (فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ).
٨ ـ على «الولي» في الإملاء والاعتراف بالدّين ، أن يلتزم العدل وأن يحافظ على مصلحة موكّله ، وأن يتجنّب الابتعاد عن الحقّ (فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ).
٩ ـ بالإضافة إلى كتابة العقد ، على الطرفين أن يستشهدا بشاهدين (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ) (١).
١٠ و ١١ ـ يجب أن يكون الشاهدان بالغين ومسلمين وهذا يستفاد من عبارة (مِنْ رِجالِكُمْ) أي ممّن هم على دينكم.
١٢ ـ يجوز اختيار شاهدتين من النساء وشاهد من الرجال (فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ).
١٣ ـ لا بدّ أن يكون الشاهدان موضع ثقة (مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ). يتبيّن من هذه الآية أنّ الشهود يجب أن يكونوا ممّن يطمأنّ إليهم من جميع الوجوه ، وهذه هي «العدالة» التي وردت في الأخبار أيضا.
١٤ ـ وإذا كان الشاهدان من الرجال ، فلكلّ منهما أن يشهد منفردا. أمّا إذا كانوا رجلا واحدا وامرأتين ، فعلى المرأتين أن تدليا بشهادتهما معا لكي تذكّر إحداهما الاخرى إذا نسيت شيئا أو أخطأت فيه.
أمّا سبب اعتبار شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد ، فهو لأنّ المرأة كائن عاطفي وقد تقع تحت مؤثّرات خارجية ، لذلك فوجود امرأة أخرى معها يحول بينها وبين التأثير العاطفي وغيره : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى).
__________________
(١) قال بعض ان التفاوت بين «شاهد» و «شهيد» هو أن الشاهد يقال لمن حضر الواقعة حتّى يمكنه أن يشهد عليها والشهيد هو الذي يؤدي الشهادة.