بالعبادة : هذا الاصطلاح يأتي في أعمال الحجّ و (نسيكة) بمعنى (ذبيحة).
ويرى بعض المفسّرين أيضا أنّ الأصل في هذه الكلمة هو سبائك الفضّة ، وقيل للعبادة (نسك) بسبب أنّها تطهّر الإنسان وتخلّصه من الشوائب (١).
وعلى أيّ حال فإنّ ظاهر الآية أنّ مثل هذا الشخص مخيّرا بين ثلاث امور (الصوم والصدقة أو ذبح شاة). والوارد في روايات أهل البيت عليهمالسلام أنّ الصوم في هذا المورد يجب أن يكون ثلاثة أيّام والصّدقة على ستّة مساكين ، وفي رواية اخرى على عشرة مساكين ، وكلمة (نسك) تعني شاة (٢).
٥ ـ ثمّ تضيف الآية (فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) وهذه إشارة إلى أنّه يجب الذبح في حجّ التمتّع ويكون المكلّف في هذا الحجّ قد أتى بالعمرة قبله ، ولا فرق في هذا الهدي بين أن يكون من الإبل أو من البقر أو من الضّأن دون أن يخرج من الإحرام.
وحول الأصل في كلمة (الهدي) فهناك قولان حسب ما أورده المرحوم الطبرسي:الأوّل أنّه مأخوذ من (الهدية) وبما أنّ الأضحية هي في الواقع هديّة إلى بيت الله الحرام فقد اطلق عليها هذه الكلمة ، والآخر أنها من مادّة (الهداية) لأن الحيوان المقرّر للذّبح يؤتى به مع الحاج إلى بيت الله الحرام ، أو يكون هدايته إلى بيت الله.
ولكنّ ظاهر كلام الراغب في المفردات أنّه مأخوذ من الهديّة فقط فيقول :(هدي) جمع ومفرده (هديّة).
وقد أورد في معجم مقاييس اللغة أنّ لهذه الكلمة أصلان : الهداية والهديّة ،
__________________
(١) التفسير الكبير ، ج ٥ ، ص ١٥٢.
(٢) مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٢٩١ (ومثل هذا المعنى ورد في تفسير القرطبي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حول الصوم وإطعام المسكين ذيل هذه الآية).