كانوا يقولون :
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا |
|
بنوهنّ أبناء الرجال الأباعد |
هذا اللون من التفكير كان من بقايا التقاليد الجاهلية الخاطئة التي لم تكن ترى المرأة عضوا من أعضاء المجتمع ، بل كانت تنظر إليها على أنّها ووعاء لنموّ الأبناء فقط ، وترى أنّ النسب يلحق بالآباء لا غير. يقول شاعرهم :
وإنّما أمّهات الناس أوعية |
|
مستودعات وللأنساب آباء |
غير أنّ الإسلام قضى على هذا اللون من التفكير ، وساوى بين أبناء الابن وأبناء البنت.
نقرأ في الآية ٨٤ و ٨٥ من سورة الأنعام بشأن أبناء إبراهيم : (مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ).
فالمسيح عيسى بن مريم عدّ هنا من أبناء إبراهيم مع أنّه كان ابنا من جهة البنت.
الأحاديث والروايات الواردة عن طريق الشيعة والسنّة بشأن الحسن والحسين عليهماالسلام تشير إلى كلّ منهما بـ «ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» كرارا.
وفي الآيات التي تحرّم الزواج ببعض النساء نقرأ : (وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ). يتّفق علماء الإسلام على أن الرجل يحرم عليه الزواج من زوجة ابنه وزوجة حفيده سواء أكان من جهة الابن أم البنت ، باعتبار شمولهم بالآية المذكورة.
٥ ـ هل المباهلة تشريع عام؟
لا شكّ أنّ هذه الآية ليست دعوة عامّة للمسلمين للمباهلة ، إذ أنّ الخطاب موجّه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وحده. ولكن هذا لا يمنع من أن تكون المباهلة مع المعارضين حكما عامّا ، وأنّ الأتقياء من المؤمنين الذين يخشون الله ، لهم أن