الوهم ، وإنما قلنا ذلك ؛ لأنه على هذا عرض لا يصح فيه السيلان ، فإذا أردت التشبيه فى المقدار قلت : " جهنم ترمى بشرر كالقصر" فى مقداره أعاذنا الله تعالى منها برحمته ، (و) من (الحركات) ، والحركة هى حصول الجسم حصولا أولا فى الحيز الثانى ، ويسمى النقلة ، وهذا معناها عند المتكلمين ، وتفسر عند الحكماء بأنها هى الخروج من القوة إلى الفعل على سبيل التدريج كخروج الخضرة بالتدريج أى : وقتا فوقتا إلى اليبوسة التى كانت الخضرة فى قوتها أى : قابلة لأن تؤول إليها وخرج بالتدريج خروج الهواء من صورته الخاصة إلى صورة الماء دفعة فلا يسمى حركة ، والمعنى الأول هو المناسب لما يذكر بعد من حركة السهم والدولاب والرحى ، فإذا أردت التشبيه بها قلت : كأن فلانا فى ذهابه السهم السريع ، وإن أردت التشبيه بالمعنى الثانى قلت كأن الإنسان فى حركته من شبابه إلى الهرم الزرع الأخضر فى حركته من الخضرة إلى اليبوسة ، ثم إن الكلام مفروض فى الصفة الحقيقية وفى الكيفيات ، وقد علم إن المقدار من الكميات لا من الكيفيات والحركة على ما فسرت به من الخروج من القوة إلى الفعل اعتبارية لا حقيقية ؛ لأن الخروج أمر معتبر مثلا بين حال الاخضرار واليبوسة لا تحقق له خارجا ، فعد الحركة على هذا التفسير ، وكذلك المقدار من الكيفيات الحقيقية تسامح ، وما قيل من أن المصنف كأنه أراد صفة الحركة من سرعة وبطء وتوسط فهى حقيقية ، وصفة المقدار من طول وقصر وبينهما فهى كيف يرد بأن السرعة وما يقابلها صفات اعتباريات ؛ لأن الشيء يكون باعتبار سريعا وبآخر بطيئا مع أن ذلك من صفات النقلة ، ولم تفسر الحركة هنا بها ، وكذا الطول وما يقابله صفات اعتباريات ؛ ولذلك يكون الشيء طويلا باعتبار قصيرا بآخر ، (و) من (ما يتصل بها) أى : بما ذكر من مدركات البصر من الألوان والأشكال والمقادير والحركات ، والذى يتصل بها هو ما يحصل من اجتماع اثنين فأكثر منها أو باعتبار واحد مخصوص منها بخصوصه بدون اجتماع كالحسن والقبح اللذين يتصف بهما الجسم فى خلقته وحاصلهما هيئة حاصلة من شكل مخصوص ولون مخصوص ، فالحسن مأخوذ من الشكل واللون وكذا القبح ، وقد يوصف بهما الجسم باعتبار أحدهما فقط فيقال : قبيح فى شكله حسن فى لونه ، أو العكس فتقول