في وجه الشبه ، ولأن قوله : " تهاوى كواكبه" تابع لليل فهو غير مستقل في التشبيه باعتبار الصناعة قطعا فكان مقابله الذي يتوهم كونه مستقلا بالتشبيه تبعا لغيره أيضا كمقابلة ثم بين التركيب في وجه الشبه المقتضي للدقة فيه التي تناسب بلاغة الشاعر قصدها كما اقتضاها صنيعه ، وأن المقصود إما تشبيه هيئة السيوف بأوصافها المخصوصة مع الغبار فوق الرءوس بهيئة الكواكب المتهاوية مع الليل بناء على أن الطرفين في التركيب هيئة المجموع ، كما قيل ، وإما تشبيه مجموع السيوف بحالتها ، والغبار بمجموع النجوم بحالتها ، والليل كما قيل أيضا ، وهو يرجع في التحقيق إلى الهيئة ؛ لأن المجموع مرعى من حيث الاجتماع ، وحالة الاجتماع هي الهيئة ، وإنما يفترقان في أن المقصود بالذات الأجزاء المجتمعة أو هيئتها ، ولو كان كل منهما لا ينفك عن الآخر ، وأنه ليس المقصود تشبيه كل مفرد من طرف بما يناسبه من الطرف الآخر لما بينا فقال : (من الهيئة الحاصلة) بيان لما في قوله كما في قول الشاعر ، يعني أن الوجه فيما ذكر هو الهيئة الحاصلة (من هوى) ، وقد تقدم معنى حصول الهيئة من الشيء ، والهوى بفتح الهاء بمعنى السقوط ، وأما بضمها فهو بمعنى الصعود وليس مرادا هنا ، وقيل : هو بضمها ؛ إذ هو الذي يكون بمعنى السقوط خاصة ، وأما الهوى بفتح الهاء فقد يكون بمعنى الصعود ، أي : الوجه هو الهيئة الحاصلة من سقوط (أجرام مشرقة) ، أي : مضيئة لامعة ، هي السيوف في جانب المشبه والنجوم في جانب المشبه به (مستطيلة) ، أي : لتلك الأجرام الساقطة طول ، أما الطول في السيوف فموجود حقيقة في ذواتها وتخيلا في لمعانها عند حركتها فإنه يتخيل عند ذهابها على استقامة أو بدونها ، ثم جرما لامعا طويلا كما يتخيل ذلك في الشهاب عند تحركه في الهواء بسرعة ، وأما في النجوم فيوجد تخيلا عند تركها في مكان ذهابها في الهواء أشعة متصلة ، وبدون تركها كما في الشهاب فيتخيل هناك جرما واحدا مستطيلا وليس كذلك ، وأما قبل الهوى في النجوم فهي على الاستدارة حسا (متناسبة المقدار) ، أما التناسب في مقدار أجرام كل طرف باعتبار ذلك الطرف فواضح ؛ لأن السيوف متناسبة فيما بينها ، وكذا النجوم فيما