أعم من الهيئة الموصوفة ، ووقوع الحركة على الهيئة كوقوع الجزء على الكل ، فمعنى وقوع الحركة على الهيئة وجود مطلق الحركة في متعلق تلك الهيئة ، أي : في فرد من أفراد ما تعلقت به تلك الهيئة واتصف بها ، وهو كون أشياء تفاوت أو تقارن أشياء ، وإنما قلنا كذلك لأنها إن كانت نفسه هيئة الحركة فقط كما يأتي في الوجه الثاني فالمراد حالة حركة مخصوصة ، وإن كانت هيئة روعي فيها الشكل واللون والحركة المخصوصة ، فمطلق الحركة في ضمنها أيضا وكأن في الكلام قلبا ، والأصل ما يجيء في الهيئة التي تقع على الحركة ، لأن المحقق أن تلك الحالة عرضت للحركة مع غيرها في الوجه الأول ، ولها وحدها في الثاني ، (ويكون) الوجه الذي يجيء في الهيئات التي تقع عليها الحركة (على وجهين) أي : يرد ذلك الوجه على حالتين يتحقق بهما كونه على نوعين : (أحدهما أن يقرن بالحركة غيرها) أي : أحد الوجهين اللذين يكون عليهما الوجه هو أن يقرن بالحركة غيرها ، وكون الوجه أيضا على اقتران الحركة بغيرها ككون الشيء على نفسه ؛ لأن الاقتران المذكور هو الهيئة ، أو كون تلك الأشياء مقترنة ، وهو قريب منه ، فهو من كون الجنس في النوع أيضا ، وذلك الغير المقترن بالحركة (من أوصاف الجسم كالشكل) الذي هو كما تقدم إحاطة نهاية واحدة أو أكثر بالجسم (واللون) وهو معلوم ، ولأجل الاحتياج في تصحيح عبارة المصنف إلى تأويل مجيء الوجه في الهيئة ، يكون ذلك كمجيء الجنس في النوع ؛ إذ لا يجيء الشيء في نفسه ، وإنما الجائي في هذا الوجه التشبيه ؛ لأن الوجه كالظرف للتشبيه ، كان الأوضح عبارة عن أسرار البلاغة المفيدة لمجيء التشبيه في هذا الوجه الخاص ؛ حيث يقول : اعلم أنه أن الشأن هو هذا ، وهو قوله مما يزداد به التشبيه دقة أي : لطافة مستحسنة وسحرا أي : إمالة للألباب كما يميل المسحور به الألباب أن يجيء ذلك التشبيه في الهيئات التي تقع عليها الحركات فتدق تلك الهيئة ، وبدقتها يدق التشبيه الجائي فيه ؛ لأن التشبيه يتبع حسنه حسن الوجه المرعى فيه كما يأتي ، ثم قال : والهيئة المقصودة في التشبيه على وجهين بهما تصير نوعا مخالفا للآخر ، أحدهما أن يقترن بالحركة غيرها من الأوصاف ، والثاني أن تجرد هيئة الحركة حتى لا يراد غيرها ، فهذه