صدر أو في حشو أو في آخر المصراع الأول أو في أول الثاني أو في وسطه ومثلها في المتجانسين ، ومثلها في الملحقين اشتقاقا ومثلها في الملحقين بشبه الاشتقاق وذلك ظاهر ، ولما لم يعتبر المصنف إلا أربعة أقسام المحال سقطت أربعة فكان المجموع ستة عشر كما ذكرنا ، وقد مثل للمتكررين بأربعة أمثلة وللمتجانسين بأربعة وللملحقين اشتقاقا بأربعة على هذا الترتيب ولم يمثل للملحقين بشبه الاشتقاق إلا بمثال واحد ساقه في أثناء أمثلة الملحقين اشتقاقا فمجموع ما ساقه من الأمثلة ثلاثة عشر ، وأهمل ثلاثة وسنمثل نحن عند ذكر مثال الملحقين بشبه الاشتقاق بما بقى له تكميلا للأقسام وإلى أمثلتها على هذا الترتيب كما ذكرنا أشار فقال : (كقوله) أي : أول أمثلة المكررين وهي أربعة قوله :
سريع إلى ابن العم يلطم وجهه |
وليس إلى داعي الندى بسريع (١) |
أي : هذا المذموم سريع إلى الشر واللآمة في لطمه وجه ابن العم ، وليس بسريع إلى العمل بما يدعى إليه من الندى أي : الكرم فسريع الثاني في آخر المصراع الثاني والأول وهو مكرر في أول المصراع الأول فأول أقسام المكرر هو ما يكون فيه المكرر الآخر منهما في صدر المصراع الأول كالمثال (و) ثانيها وهو ما يكون فيه المكرر الأول منهما في حشو المصراع الأول (كقوله :
تمتع من شميم عرار نجد |
فما بعد العشية من عرار) (٢) |
فعرار الأول في حشو المصراع الأول وهو مكرر مع عرار العجز ، ومعنى البيت أنه يأمر بالاستمتاع بشم عرار نجد وهي وردة ناعمة صفراء طيبة الرائحة ؛ لأن الحال يضطرهم إلى الخروج من نجد ومنابته عند المساء بالسفر عنها (و) ثالثها وهو ما يكون المكرر الآخر في آخر المصراع الأول كقوله :
ومن كان بالبيض الكواعب مغرما |
فما زلت بالبيض القواضب مغرما (٣) |
__________________
(١) البيت للمغيرة بن عبد الله المعروف بالأقيشر الأسدى ، فى لطائف التبيان ص (٤٥) ، والمفتاح (٩٤) ، وخزانة الأدب (٢ / ٢٨١) ، ودلائل الإعجاز (١٥٠) ، والإشارات ص (٣٤).
(٢) البيت للصمة القشيرى فى لسان العرب (عرر) ، والإيضاح (٢ / ١٦٧).
(٣) البيت لأبى تمام فى شرح ديوانه ص (٢٧٨) ، والطراز (٢ / ٣٩٥) ، وبلا نسبة في شرح عقود الجمان (٢ / ١٥٣).