السقط هو الموضع الذي يتقطع فيه الرمل ، أو الرمل المتقطع بنفسه ، واللوى هو الرمل المعوج ، ولا شك أن انقطاع الرمل إنما هو عند اعوجاجه بالأرياح ، لا عند تراكمه ، والدخول وحومل موضعان ، والمراد بين أماكن الدخول وأماكن حومل ، وبذلك صحت البينية فيه التي لا تكون إلا في متعدد ، وصح بذلك عطف حومل بالفاء عليه ؛ ليفيد أن له بينية أيضا ، وأما لو كانت البينية معتبرة بين الدخول وحومل لم يصح العطف بالفاء ؛ لوجوبه بالواو ؛ إذ هي التي تعطف ما لا يستغنى عنه ، أما حسن الشطر من هذا البيت فمسلم ؛ لأنه أفاد به : أنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في السطر واحد بلفظ مسبوك لا تعقيد فيه ولا تنافر ولا ركاكة ، وأما الشطر الثاني فلم يتفق له فيه ما اتفق في الأول ؛ لأن ألفاظه لم تخل من كثرة مع قلة المعنى ، ومن تمحل التقدير للصحة ، وغرابة بعض الألفاظ ، وأحسن منه قول النابغة في ذكر الأهم في الابتداء
كليني لهم يا أميمة ناصب |
وليل أقاسيه بطيء الكواكب (١) |
يقال : نصبه الهم إذا أتعبه.
(و) الابتداء الحسن أيضا في وصف الدار (ك) ما في (قوله :
قصر عليه تحية وسلام |
خلعت عليه جمالها الأيام) (٢) |
يقال خلع عليه أي : نزع ثوبه عليه بمعنى أنه نزعه وطرحه عليه ، ولتضمين خلع طرح عدى بعلى ، وفي نسبة الخلع إلى جمال الأيام دلالة على تشبيه الأيام برجل له لباس جميل نزعه على غيره ، فجمال الأيام كلباس ألبسه ذلك القصر ، وكذا قوله :
فراق ومن فارقت غير مذمم |
وأم ومن يممت غير ميمم (٣) |
أي : لا ينبغي أن يفارق الذي فارقته غير مذموم ، ولا أن تؤم أي : تقصد غيره ، والذي قصدت ليس أهلا لأن يقصد ، وكذا قوله في الغزل :
__________________
(١) الإيضاح ص (٣٦١).
(٢) البيت للأشجع السلمى ، فى عقود الجمان (٢ / ١٩٤) ، والإشارات (٣٢٢).
(٣) البيت فى شرح عقود الجمان (٢ / ١٩٤) ، وهو لأشجع فى التهنئة بقصر بني.