أحدهما : أن يقرن بالحركة غيرها من أوصاف الجسم ؛ كالشّكل واللون ؛ كما فى قوله (١) [من الرجز] :
والشّمس كالمرآة فى كفّ الأشلّ
من الهيئة الحاصلة من الاستدارة مع الإشراق والحركة السريعة المتّصلة مع تّموج الإشراق ، حتى يرى الشعاع كأنه يهمّ بأن ينبسط حتى يفيض من جوانب الدائرة ، ثم يبدو له ، فيرجع إلى الانقباض.
والثانى : أن تجرّد الحركة عن غيرها ؛ فهناك ـ أيضا ـ لا بد من اختلاط حركات إلى جهات مختلفة الحركة له ؛ فحركة الرحى والسهم لا تركيب فيها ، بخلاف حركة المصحف فى قوله [من المديد] :
وكأنّ البرق مصحف قار |
فانطباقا مرّة وانفتاحا (٢) |
(١٥٠) وقد يقع التركيب فى هيئة السكون ؛ كما فى قوله (٣) فى صفة كلب [من الرجز] :
يقعى جلوس البدوىّ المصطلى
من الهيئة الحاصلة من موقع كلّ عضو منه فى إقعائه.
(١٥١) والعقلىّ : كحرمان الانتفاع بأبلغ نافع مع تحمّل التعب فى استصحابه ، فى قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً)(٤)
(١٥٣) واعلم أنه قد ينتزع من متعدّد ، فيقع الخطأ ؛ لوجوب انتزاعه من أكثر ؛ إذا انتزع من الشطر الأول من قوله [من الطويل] :
__________________
(١) من أرجوزة لجبار بن جزء بن ضرار ابن أخى الشماخ ؛ وبعده :
لمّا رأيتها بدت فوق الجبل
أورده وهو فى الإشارات للجرجانى ص ١٨٠ والأسرار ص ٢٠٧.
(٢) البيت لابن المعتز.
(٣) البيت للمتنبى ، وبعده : بأربع مجدولة لم تجدل
(٤) الجمعة : ٥.