فيا أيّها المذرى علىّ دموعه |
|
ستعرض فى يومين عنّى وعن ذكرى |
عفا الله عنّى يوم أترك ثاويا |
|
مزارا فلا أدرى ، وأجفى فلا أدرى (١) |
ووجدت فى مقبرة : قال الضّحّاك بن سليمان :
ما أنعم الله على عبده |
|
بنعمة أوفى من العافيه |
وكلّ من عوفى فى جسمه |
|
فإنّه فى عيشة راضية |
والمال حلو حسنه جيد |
|
على الفتى لكنّه عاريه |
وأسعد العالم بالمال من |
|
أدّاه للآخرة الباقية |
ما أحسن الدّنيا ولكنّها |
|
مع حسنها غدّارة فانيه |
وتوفى رجل من بلدة ، فكتب على قبره :
يا واقفين ألم تكونوا تعلموا |
|
أنّ الحمام بكم علينا قادم (٢) |
لا تستعزّوا بالحياة فإنّكم |
|
تبنون والموت المفرّق هادم |
لو تنزلون بشعبنا لعرفتم |
|
أنّ المفرّط فى التّزوّد نادم (٣) |
ساوى الرّدى ما بيننا فأحلّنا |
|
حيث المخدّم واحد والخادم (٤) |
وقال الحسن بن الحسن البصرى : حقّ لمن علم أنّ الموت مورده ، ويوم القيامة مشهده ، وبين يدى الله ـ عزّ وجلّ ـ موقفه ، أن يطول فى الدنيا حزنه.
وقال شرف الدين بن أسد ، رحمه الله ورضى عنه :
يا من تملّك ملكا لا بقاء له |
|
حمّلت نفسك آثاما وأوزارا |
وما الحياة مدى الدّنيا وإن عذبت |
|
إلّا كطيف خيال فى الكرى زارا (٥) |
__________________
(١) ثاويا : ثوى بالمكان أقام فيه واستقر.
(٢) الحمام : قضاء الموت وقدره.
(٣) الشّعب : الطريق ، وقيل : الطريق بين الجبلين .. والتزوّد : ما يتّخذ من الزّاد ليستعان به عند الحاجة إليه.
(٤) الرّدى : الموت والهلاك .. والمخدّم : الثرىّ الكثير الخدم.
(٥) الكرى : النوم والنّعاس.