وقال الهيثم بن عدىّ (١) : وجدوا غارا فى جبل لبنان (٢) فى زمان الوليد ابن عبد الملك بن مروان (٣) ، وفيه رجل مسجّى على سرير من ذهب ،
__________________
(١) هو الهيثم بن عدى بن عبد الرحمن الثعلى الطائى الكوفى ، أبو عبد الرحمن ، ولد فى سنة ١١٤ ه ، وكان مؤرخا وعالما بالأدب والأنساب ، وأصله من «منبج» ، نقل من كلام العرب وعلومها وأشعارها ولغاتها الكثير ، واختص بمجالسة المنصور ، والمهدى ، والهادى ، والرشيد ، وروى عنهم ، وكان يتعرض لمعرفة أصول الناس ونقل أخبارهم ، فأورد فى بعض كتبه معايبهم وأظهرها ، فكره لذلك وطعن فى نسبه ، وقيل فيه :
إذا نسبت عديّا فى بنى ثعل |
|
فقدّم الدّال قبل العين فى النّسب |
ونقل عنه أنه ذكر العباس بن عبد المطلب بشىء ، فحبس عدة سنين. وقال عنه ابن قتيبة وغيره : إنه كان يرى رأى الخوارج. وهو عند بعض علماء الحديث من المدلّسين ومن غير الثقات. وله الكثير من المصنفات والتآليف ، منها : كتاب المثالب ، وكتاب المعمّرين ، وكتاب تاريخ العجم وبنى أمية ، وكتاب من تزوج من الموالى فى العرب ، وخطط الكوفة ، وطبقات الفقهاء والمحدّثين ، وتاريخ الأشراف الصغير ، وكتاب النوادر ، وغيرها. وكانت وفاته فى «فم الصلح» قرب «واسط» سنة ٢٠٧ ه. وقيل سنة ٢٠٩ ه.
[انظر ترجمته فى الأعلام ج ٨ ص ١٠٤ و ١٠٥ ، ووفيات الأعيان ج ٦ ص ١٠٦ ـ ١١٤ ، والمعارف لابن قتيبة ص ٥٣٧ ـ ٥٣٩ ، وكتاب الضعفاء الصغير للإمام البخارى ص ٢٤٧ ، وكتاب الضعفاء الكبير لأبى جعفر العقيلى ج ٤ ص ٣٥٢ و ٣٥٣ ، وطبقات المدلّسين لابن حجر العسقلانى ص ٨٦ ، وطبقات المفسرين للداودى ج ٢ ص ٣٥٥ و ٣٥٦ ، والبيان والتبيين للجاحظ ج ١ ص ٥٦ و ٣٤٧ وغيرهما من الصفحات ، وتاريخ بغداد ج ١٤ ص ٥٠ ـ ٥٤].
(٢) فى «م» : «لبنيان» تحريف. والتصويب من «سراج الملوك».
(٣) هو : أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان ، من ملوك الدولة الأموية فى الشام ، ولد سنة ٤٨ ه ، وتولى الخلافة بعد وفاة أبيه سنة ٨٦ ه ، فوجّه القواد لفتح البلاد ، وكان من رجاله موسى ابن نصير ، ومولاه طارق بن زياد ، وامتدت فى زمنه حدود الدولة العربية إلى بلاد الهند والتركستان وأطراف الصين شرقا. وكان ولوعا بالبنيان والعمران ، وهو أول من أحدث المستشفيات فى الإسلام ، وجعل لكل أعمى قائدا يتقاضى نفقاته من بيت المال ، وأقام لكل مقعد ، ورتّب للقرّاء أموالا وأرزاقا ، وأقام بيوتا ومنازل يأوى إليها الغرباء. وهدم مسجد المدينة والبيوت المحيطة به ثم بناه بناء جديدا. وصفّح الكعبة والميزاب فى مكة ، وبنى المسجد الأقصى ، ومسجد دمشق الكبير المعروف بالجامع الأموى. وكان نقش خاتمه «يا وليد إنك ميت» .. توفى ـ رحمه الله تعالى ـ سنة ٩٦ ه ، ودفن بدمشق ، وكانت مدة خلافته ٩ سنين و ٨ أشهر.
[انظر الأعلام ج ٨ ص ١٢١ ، وتاريخ الخلفاء للسيوطى ص ٢٦٥ ـ ٢٦٨ ، وتاريخ الطبرى ج ٦ ص ٤٢٣ وغيرها من الصفحات].