فقلت : (اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)(١) .. اللهم إنّى قد غفرت لذرّ ما قصّر فيه من حقى ، فاغفر له ما قصّر فيه من حقك ، فإنك أولى بالجود وأكرم .. فلمّا أراد الانصراف قال : يا «ذرّ» قد انصرفنا وتركناك ، ولو أقمنا ما نفعناك ، والسلام.
أوحى الله إلى داود ، عليه السلام : يا داود ، لو يعلم المدبرون كيف انتظارى إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقا إلىّ ، وتقطّعت أوصالهم من محبّتى .. يا داود ، هذه إرادتى فى المدبرين عنى .. فكيف إرادتى فى المقبلين علىّ؟!
وأنشد فى ذلك (٢) :
أسئ فيجزى بالإساءة إفضالا |
|
وأعصى فيولينى إلهى إمهالا (٣) |
فحتّى متى أجفوه وهو يبرّنى |
|
وأبعد عنه وهو يبذل إيصالا (٤) |
وكم مرّة قد زلت عن نهج طاعة |
|
وما حال عن ستر القبيح وما زالا (٥) |
__________________
(١) سورة لقمان ـ من الآية ١٤.
(٢) فى «م» : «وأنشد فى ذلك يقول شعر».
(٣) فى «م» : «فضلا» مكان «إفضالا» خطأ ، والصواب ما أثبتناه .. والإفضال : الإحسان .. والإمهال : الإنظار والتّودة والرفق.
(٤) يبرّنى : يحسن إلىّ .. إيصالا ، أى : يبذل ما يبذله من أجل الوصال وعدم الهجر.
(٥) زلت : تحوّلت وانتقلت .. وما حال : وما تغير .. والستر : الإخفاء والمداراة .. وإلى هنا ينتهى الساقط من «ص» والذي أشرنا إلى بدايته فى ص ٧٢ الهامش رقم ١ من الفصل السابق.
وأغلب الظن أن هذا الجزء المشار إليه قد أضيف إلى كتاب «مرشد الزوار» بعد وفاة مؤلفه ، الذي توفى سنة ٦١٥ ه ، وقد أثبت هنا شعر لعبد العزيز الدرينى المتوفى سنة ٦٩٧ ه ، ولم يدرك الموفق بن عثمان وفاته [انظر ص ٧٣ و ٧٤ ، والهامش رقم ٣].