يَفْرَحُوا بِها وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (١٢٠))
اللغة :
بطانة الرجل خاصته مأخوذ من بطانة الثوب ، وتستعمل للواحد والجمع مذكرا ومؤنثا ، ويألونكم مصدرها ألوا والماضي ألا والمضارع يألو ، ومعنى الألو التقصير ، يقال : لا آلوك نصحا أي لا أقصر في نصحك ، ولا آلوك جهدا ، أي لا أنقصك جهدا ، والخبال النقصان والفساد ، ومنه رجل مخبل ومخبول ومختبل ، أي ناقص العقل وفاسده ، والعنت المشقة.
الإعراب :
يألون فعل قاصر ، ولكنها هنا تتضمن معنى المنع فعديت إلى مفعولين ، وخبالا مفعول ثان ، وجملة لا يألونكم لا محل لها من الإعراب ، لأنها جواب عن سؤال مقدر ، كأنّه قيل : لما ذا لا نتخذ بطانة من غيرنا فأجيب : لأنهم لا يألونكم خبالا ، وها أنتم «ها» للتنبيه ، وأنتم مبتدأ ، وأولاء اسم اشارة خبر ، وتحبونهم الجملة في محل نصب على الحال من اسم الاشارة ، ولا يضركم جواب إن الشرطية ، ويجوز كسر الضاد وسكون الراء على ان يكون المصدر الضير ، وإذا كان الضرر فالأصل لا يضرركم ، ثم أدغمت الراء بالراء ، وضمت تبعا لحركة الضاد ، وشيئا مفعول مطلق ، أي شيئا من الضرر.
المعنى :
تكلم سبحانه في الآيات السابقة عن أهل الكتاب والمشركين والمرتدين الذين كفروا بعد ايمانهم ، وتوعد الجميع ، وألزمهم الحجة ، ثم أمر المسلمين بتقوى