وهي ست : ١ ـ اللام في لإخوانهم من قوله تعالى : (وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ) وهذه اللام للتعليل لا للتبليغ ، أي ليست مثل ما قلت لك ، بل هي تعليل للقول مثل اني قلت ما قلت لأجلك ، والمعنى ان الذين قالوا لأجل موت إخوانهم ـ وهم مسافرون أو في الحرب ـ لو كانوا معنا ما ماتوا وما قتلوا ، فاللام للتعليل تماما كاللام في قوله : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ) ـ ١١ الأحقاف» ، أي قالوا لأجل ايمان من آمن : لو كان الإيمان خيرا .. بحيث لو لم يحصل الإيمان ممن آمن فلا يقول الكافرون هذا القول ٢ ـ اللام في قوله : (لِيَجْعَلَ اللهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ) وهي لام كي ، والفعل منصوب بأن مضمرة بعدها ، والمصدر مجرور باللام متعلق ب (لا تَكُونُوا) والمعنى يا معشر المسلمين لا تكونوا مثل الكافرين في قول أو فعل ، لأن عدم مشابهتكم لهم في شيء تحدث حسرة في نفوسهم. ٣ ـ اللام في (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ) وهي لام القسم ، وان شرطية. ٤ ـ اللام في لمغفرة ، وهي في جواب القسم ، أما جواب ان الشرطية فمحذوف ، وقد سد مسده جواب القسم لكونه دالا عليه. ٥ ـ اللام في (وَلَئِنْ مُتُّمْ) وهي مثل سابقتها. ٦ ـ اللام في (لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) وهي مثل اللام في (لمغفرة).
المعنى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا). لفظ الذين كفروا عام يشمل كل كافر ، سواء أكان منافقا يبطن الكفر ، ويظهر الإيمان ، أو كان كافرا ظاهرا وباطنا .. ولكن كثيرا من المفسرين قالوا : المراد خصوص المنافقين لأن هذه الآيات من أولها الى آخرها مختصة بشرح أحوالهم ، ولأنهم اتخذوا من مقاتل الشهداء في أحد مادة للدس والفتنة .. وليس هذا القول ببعيد.
(وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ). أي قالوا ما قالوه لأجل موت إخوانهم ، فاللام للتعليل ، لا لتبليغ المخاطب ، لأن الميت لا يخاطب ، ولأن المنافقين قالوا : لو كانوا ـ الواو يعود لإخوانهم ـ عندنا ما ماتوا وما قتلوا .. ولم يقولوا : لو كنتم عندنا ما متم وما قتلتم.