الإعراب :
أو لما الهمزة للاستفهام على سبيل الإنكار. والواو للعطف ، والمعطوف عليه محذوف ، والتقدير أفعلتم ما فعلتم ولما أصابتكم الخ. ولما قيل : هي هنا ظرف بمعنى حين أو بمعنى إذ ، ومحلها النصب بقلتم. وجملة أصابتكم مجرورة باضافة لما. وأنّى هنا بمعنى كيف ، ومحلها الرفع خبر مقدم ، وهذا مبتدأ مؤخر ، والجملة مفعول قلتم. وما أصابكم (ما) مبتدأ أول. وفبإذن الله متعلق بمحذوف لمبتدأ ثان ، تقديره هو كائن بإذن الله ، والجملة من المبتدإ الثاني وخبره خبر المبتدإ الأول. وليعلم منصوب بأن مضمرة ، والمصدر مجرور باللام متعلق بالمحذوف الذي تعلق به بإذن الله. وجملة تعالوا نائب فاعل لقيل. وجملة قاتلوا بدل اشتمال من جملة تعالوا. والذين قالوا لإخوانهم (الذين) محل رفع بدل من واو يكتمون. وقعدوا الجملة حال من واو قالوا.
المعنى :
(أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ) ـ يوم أحد ـ (قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها) ـ يوم بدر ـ (قُلْتُمْ أَنَّى هذا). أي كيف أصابنا هذا ، ونحن نقاتل في سبيل الله .. وتوضيح الآية ان وقعة بدر كانت في السنة الثانية من الهجرة. ووقعة احد في السنة الثالثة منها ، وكان النصر في بدر للمسلمين ، فلقد قتلوا من المشركين سبعين ، وأسروا سبعين ، وأيضا انتصر المسلمون يوم أحد في الجولة الأولى ، وخسروا في الثانية ، لأن الرماة خالفوا أمر الرسول (ص) ، وسبقت الاشارة الى ذلك أكثر من مرة ، وكان المشركون قد قتلوا يوم أحد من المسلمين سبعين رجلا.
وإذا قارنّا بين انتصار المسلمين في بدر ، وانتصار المشركين في أحد يكون الرجحان في جانب المسلمين ، لأن سبعين قتيلا بسبعين قتيلا ، يبقى مع المسلمين سبعون أسيرا من المشركين .. اذن ، علام هذه الدهشة من المنافقين وبعض المسلمين ، وتساؤلهم : كيف انتصر المشركون يوم أحد ، مع انهم أعداء الله؟ ولما ذا تجاهل المنافقون انتصار المسلمين يوم بدر ، مع انه كان ضعف انتصار المشركين يوم أحد؟